يقفان خلف عربتهما الخشبية المتهالكة والتي لم تكن أسوأ حالًا منهما، إذ أصاب الهوان صحتهما كثيرًا، وبدا الشيب واضحًا وهو يتخلل قسمات وجهيهما، «محمد» و«حميدة» زوجان مسنان يعملان في بيع الخضار بأحد شوارع حي عابدين بالقاهرة ليتمكنا من توفير قوت يومهما ورعاية ابنتهما صاحبة الـ 40 عامًا.
محمد السيد، 71 عاما، برغم تقدُمه في السن إلا أن المرض يزيده أعمارًا على عمره، يحكي بصوته المبحوح وكلماته الهينة في حديث لـ«»، أن لديه 6 أبناء، زوَّج جميعهم عدا ابنته «مصرية»، التي أتمت منذ نحو قريب العقد الرابع من عمرها، وأنه يعمل رفقة زوجته في بيع الخضار منذ زمن بعيد.
المشاق اليومية للزوجين
يقف «عم محمد» خلف عربته الخشبية المُحملة ببعض أنواع الخضروات بداية من الساعة الـ 8 صباحًا، لتلحق به زوجته بعد ساعة أو ساعتين على الأكثر ليتكبدا سويًا بالحركة والتنقل حول بضاعتهما لمجاراة كل من يأتي إليهما، قاصدًا الاستفسار حول الأسعار سواء كان زبونًا أو متطفلا: «إحنا تعبانين آه بس مضطرين نشتغل علشان نقدر نعيش.. بنفضل موجودين لحد بعد العصر وبعدين بنمشي»، بحسب «عم محمد».
«حميدة»: جوزي تعبان وعنده حساسية على صدره
تحكي الزوجة حميدة أحمد، في العقد السابع من عمرها، أن زوجها يعاني من عدة أمراض تجعله أحيانًا كثيرة غير قادر على الاستيقاظ مبكرًا: «عنده حساسية على الصدر وبيفضل صاحي طول الليل يكح مبيعرفش ينام، علشان كدا ساعات بيطلع على السوق الصبح الساعة 8 ولا 8 ونص».
تعرضت «حميدة» منذ ما يقرب من عامين إلى حادثة سير على الطريق وهي تحاول عبور الشارع، إذ صدمها موتوسيكل وفرَّ هاربًا من الخوف، ليحملها الناس بعدها متوجهين إلى مستشفى القصر العيني وينتهي الأمر إلى تغيير مفصل الورك الأيمن، إلى جانب بعض الأمراض والآلام الأخرى في جسدها: «عندي مشاكل في الكلى والبطن وعندي تعب في عينيا ومش قادرة أكشف».
1000 جنيه معاشا شهريا
يحصل «عم محمد» على 1000 جنيه معاشا شهريا، وهو مبلغ لا يكفي احتياجاتهما، كما أنهما يعيشان في شقة صغيرة بأحد شوارع حي عابدين في محافظة القاهرة يدفعان لها 10 جنيهات كإيجار قديم كل شهر، بالإضافة إلى فواتير المياه والكهرباء والغاز: «حاولت أقدم على معاش بس اترفض قالولي طالما جوزك عايش خلاص»، وفقًا لـ«حميدة».