لم يتردد الشقيقان لحظة واحدة قبل أن يستقلا إحدى الدراجات البخارية تلبية لاستغاثة سيدة تصرخ بعد سرقة شنطتها، واللذان حاولا ملاحقة السارق قبل أن يهرب إلى قضبان السكة الحديد، إذ صدم القطار الشقيقين في غفلة منهما أثناء القيادة وراحا ضحية «الشهامة».
محمد ويوسف شهيدا الشهامة
دقائق معدودة وحالة من الهياج التي حدثت من المارة بقرية طوخ في القليوبية، للاستغاثة بإنقاذ الشقيقين محمد 27 عامًا، ويوسف 18 عامًا، باءت بالفشل قبل أن يتأكد للجميع أنهما أصبحا في عداد الموتى، بحسب ما يروي الشقيق الثالث أحمد مصطفى لـ«» تفاصيل الواقعة: «محمد ويوسف كان كل همّهم أنهم يلحقوا اللي سرق الشنطة ومخدوش بالهم من القطر».
ومع محاولات إسعاف الشقيقين محمد ويوسف بعد مرور القطار، كانت روحهما قد صعدت إلى خالقها، وجرى نقلهما إلى المستشفى ومنها إلى الدفن بمقابر العائلة، إذ يحكي الشقيق الأوسط أنّه بعد الحادث لم يُستدل على هوية السارق والذي كان سببًا في مصرع شقيقيه: «السارق كان راجل كبير وجري محدش عرف يوصله، والست اللي كانت بتصرخ عشان اتسرقت اختفت بعد الحادثة مشوفناهاش».
الشقيق الأكبر كان يستعد لزفافه الشهر المقبل
تخرج الشقيق الأكبر محمد مصطفى في كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية، ويوسف الشقيق الأصغر في مرحلة الدبلوم الفني، بحسب شقيقهم الأوسط صاحب الـ25 عامًا، والذي أكد أن محمد كان يستعد لحفل زفافه خلال الشهر المقبل: «محد كان خاطب وجهز شقته وفرشها وحجز القاعة وفرحه كان الشهر الجاي، ويوسف في 5 صنايع وخلص امتحانات والنتيجة ظهرت قبل وفاته ونجح».
وتروي والدة الشقيقين أنهم تلقوا اتصالًا هاتفيًا في يوم 28 رمضان الماضي، بإصابة يوسف في حادث دون إخبارهم بتفاصيل الواقعة: «قالولنا يوسف وزميله عملوا حادثة، طلعنا نجري على المستشفى وقلتلهم قولولي مين اللي مع يوسف جوة وكنت حاسة أنهم ولادي، أول ما دخلت شوفتهم قلتلهم ده ابني، واتأكدت وقتها أنهم ولادي الاتنين يوسف ومحمد وماتوا وهم صايمين».
وتبقى أمنية واحدة للأم الملكومة، وهي زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة عن محمد ويوسف بعد وفاتهما: «أنا طلعت عمرة مرة واحدة مع محمد الله يرحمه وأحمد بس كانو صغيرين، ودلوقتي نفسي أطلع أعمل عمرة عن محمد ويوسف».