في تمام الساعة الثامنة صباحًا، يذهب محمد سلامة إلى سوق «ديانا» للتحف والأنتيكات، بمنطقة وسط البلد في محافظة القاهرة، لعرض بضاعته التي تتنوع بين الكتب والمجلات القديمة، وصور الفنانين في مراحل عمرية مختلفة، بأسعار تناسب مختلف الفئات، وتمثل هذه الأشياء أهمية كبيرة لدى أصحابها وتعوض افتقادهم للزمن الجميل.
يجلس «محمد» في سوق «ديانا»، ويبيع الكتب والمجلات القديمة التي يرجع عدد منها إلى عهد الحملة الفرنسية، مثل كتاب وصف مصر الذي جرى إصداره في عام 1809، وأيضًا صور قديمة للفنانين في مراحل عمرية مختلفة، ومنها مجموعة صور للفنانة فاتن حمامة وعمر الشريف، وتمثل هذه الأشياء أهمية كبيرة لدى البعض، حين يتولد لديهم الحنين إلى الماضي بذكرياته الجميلة، قائلًا: «عندي ألبوم كامل للملك فاروق وأحداث مصر الكبرى بـ250 جنيهًا».
يوازن «محمد» بين عملين
يعمل «محمد» في فرن لإعداد المخبوزات، وانضم إلى مجال التحف والأنتيكات القديمة منذ عام ونصف، إلى جانب وظيفته الأساسية، لتدر عليه دخلًا يستطيع من خلاله تغطية جميع نفقات أسرته، لذا يأتي يوم السبت من كل أسبوع، ويفترش الأرض ببضاعته ويبدأ الإقبال عليه، لشراء كتاب أو مجموعة صور قديمة: «السوق فيها حاجات كتير جدًا زي الأنتيكات واللوح والأسطوانات والتماثيل».
تجارة التحف والأنتيكات القديمة
يرى «محمد» أنّ نسبة كبيرة من الزبائن تجار «روبابيكيا» وتحف قديمة في الأساس، ويقبلون على شراء المقتنيات وبيعها مرة أخرى خارج السوق، للاستفادة بفرق السعر، لذا لا يمكن تصنيف البضاعة على أساس الأكثر والأقل إقبالًا، لأن الأمر أصبح مجرد تجارة تتلخص في المكسب والخسارة، وهذا لا يلغي وجود نسبة كبيرة من الناس، تهوى اقتناء هذه الأشياء التي تعوضها شعور الافتقاد والحنين إلى الزمن الجميل.
يتمنى «محمد» أن يكون لديه محلًا في المستقبل، لبيع المقتنيات القديمة بدلًا من البحث على مكان في سوق «ديانا».