معاناة مريرة، لازمت إحدى الأسر في محافظة الفيوم، وازدادت سوء بعد وفاة الأب تاركًا خلفه زوجة و7 أبناء، أكبرهم «محمد»، الذي يتمتع بموهبة كروية كبيرة، إلا أن ضيق الحال حرمه من التحليق بها في ساحات الملاعب أو أن تكون طوق النجاة لإنقاذ أسرته من ضيق الحال.
محمد سعد، 21 عاما، طالب بالفرقة الثانية معهد علوم إدارية في جامعة 6 أكتوبر، يعيش بمركز طامية في محافظة الفيوم، عاشق للساحرة المستديرة منذ صغره، لذا حاول بكل الطرق الالتحاق بنادي يتبنى موهبته، إلا أنه كثيرًا ما يعود من منتصف الطريق فارغًا، رغم اجتيازه للاختبارات وقبوله في البداية، مما سبب له حالة من الحزن والإحباط، وفقا لحديثه لـ«».
«محمد» يتعرض للنصب بسبب كرة القدم
من بين المحاولات العديدة لابن محافظة الفيوم من أجل تحقيق حلمه في لعب كرة القدم، بأنه تواصل منذ عامين مع أحد الأشخاص الذي زعم قدرته على أن توفير فرصة سفر له إلى تركيا للانضمام بأحد أنديتها: «بعد ما أتصرفت وجمعت 25 ألف جنيه وسافرت طلع نصاب»، وفقًا لـ«محمد»، الذي عاد بخفي حنين لقريته مجددا، ليتعرَّض لحادث بالسيارة التي كانت تقله من مطار الغردقة للفيوم، تسببت في كسر بيده اليمنى نتج عنه تركيب شريحة و9 مسامير.
حرم «محمد» من حلمه بسبب ذلك الحادث الأليم، ليحاول بعده استعادة حياته متكئا على أسرته، لينهار عمودها الأساسي سريعا، إذ توفي والده تاركًا له المسؤولية بأكملها برعاية والدته وأخوته الصغار، ليتجه إلى البحث كثيرًا عن عمل يعول به أسرته، لكنه لم يجد ما يتناسب مع ظروفه الصحية التي تمنعه عن تحمل الأعمال الشاقة.
«محمد»: نفسي حد يساعدني انضم لنادي
ومع تلك الصفعات المتتالية التي تلقاها الشاب العشريني، لم يعد يملك سوى حلم واحد هو مساعدته في الالتحاق بأي نادي يتبنى موهبته وهوايته في لعب كرة القدم: «غير كده، أنا مش عايز أي حاجة من حد»، ورغم إصابة يده، إلا أنه واثقا في قدرته بتحقيق حلمه وإظهار مهارته في الملعب: «أنا واثق أني من خلال لعب الكرة هقدر أحسن ظروف أسرتي بدون ما ناخد مساعدة من حد».