| «محمد» يجمع التبرعات لعلاج الشلل الرباعي: «أملي أستعيد النعمة اللي راحت»

قبل نحو 10 سنوات، كانت نزهة بحرية يقضيها محمد رمضان عليوة بصحبة خطيبته في بورسعيد، سببًا في تغيير مجرى حياته بالكامل بعد أن أصيب بكسر في الفقرات والحبل الشوكي تسببت في إصابته بشلل رباعي ليصبح بعدها ملازمًا للفراش.

10 سنوات من الإصابة بالشلل الرباعي

محمد صاحب الـ35 عامًا، يروي لـ«»، أنّ انحسار المياه في المنطقة التي اعتاد النزول بها في أحد شواطئ بورسعيد، تسبب في شلل رباعي تام بعد أن قفز فيها بكامل قوته، ليصبح جسمًا طافيًا على المياه عاجزًا عن الحركة بعدما ارتطم بالأرض، ويصبح الكرسي المتحرك صديقه الوحيد على مدار 10 سنوات.

«الـ10 سنين اللي فاتت قدرت أحولها لشيء جميل من الصبر والرضا والتفاؤل وأدي طاقة للناس»، بهذه الكلمات عبّر «عليوة» عن رحلته مع المرض خلال السنوات الماضية، التي صاحبها أيضًا جلسات مطولة من العلاج الطبيعي مع الأطباء: «طول الفترة دي كنت بتابع مع الدكاترة واستقريت على دكتور كبير وكنت بسافر له القاهرة».

10 سنوات اكتشف خلالها الشاب الثلاثيني أنّه مصابًا بأصعب حالات الشلل التي لم يُكتشف لها علاج بعد، وهو كسر في الفقرات وقطع جزئي في الحبل الشوكي، حتى ظهر أملًا طفيفًا في رحلة العلاج يمكن أن يستعيد بها قدرته على الحركة: «بعد 5 سنين من العلاج عرفت من الدكاترة ظهور شريحة بتتزرع في الجسم على الحبل الشوكي بتساعد مع الوقت والعلاج الطبيعي المكثف على العودة للمشي والاعتماد على النفس من جديد».

باتت الشريحة بحسب حديث الأطباء للشاب الثلاثيني متاحة داخل مصر، بعد أن جرى تجربتها في العديد من الدول الأوروبية، إلا أنّه لا يستطيع تحمل تكاليف تركيبها التي تصل إلى نحو مليون و850 ألف جنيه: «التكلفة كانت عالية جدًا، ولجأت للتأمين الصحي ولكن عرفت إنّ الشريحة جديدة ولسه مدخلتش المنظومة».

«عليوة» يجمع التبرعات لزرع شريحة على الحبل الشوكي

طريقًا آخر سلكه «عليوة» قبل أشهر قليلة، حيث اتجه إلى استخراج تصريح رسمي من وزارة التضامن الاجتماعي بجمع التبرعات اعتبارًا من 1 يناير 2022 وحتى 31 ديسمبر 2022 أو انتهاء الغرض أيهما أقرب، وذلك على الحساب رقم 4190333000040499 ببنك مصر، أو التبرع من خلال نقاط التحصيل الإلكتروني «فوري» على رقم «99886»، إذ وصل مبلغ التبرعات حتى الآن إلى نحو 450 ألف جنيه.

ويقول «عليوة» إنّ هذه الشريحة وظيفتها نقل الإشارات من المخ إلى أعضاء الجسم، يستطيع بعدها مع برنامج مخصص من العلاج الطبيعي أن يستيعد حركته شيئًا فشيئًا، فضلًا عن قدرته على التحكم في عملية الإخراج: «أملي في ربنا إني أستعيد الشفا وشوية من النعمة اللي راحت».