رائحة البن المميزة تفوح في منطقة بين السرايات، إذ تتواجد عربة محمد حربي، المملوءة بالرمال الساخنة من أجل إعداد قهوة ذات مذاق أصيل، تجذب الزبائن من كل مكان، مما يعطي أملاً لصاحب الـ28 عاما، بأن القادم أفضل ليستكمل مسيرة نجاحه.
شخصيته مثل العصفورة التي تفضل الطيران دون رقيب حتى لا تظل حبيسة، وهذا ما فعله «محمد» بعد مغادرته لعمله، وبناء مشروع صغير يحمل اسمه: «كنت بشتغل في القهاوي والكافتيريات وبعدين قعدت عشان مش هفضل طول عمري شغال عند الناس، لازم ييجي عليا.. وقت وأعمل حاجة لنفسي».
خبرات «محمد» تقوده إلى مشروعه الجديد
لم تبعد أفكار «محمد» عن عمله السابق، بل استغل خبراته وتجاربه في بناء مشروعه الجديد، مع إضافة نكهة مميزة عن طريق تسوية القهوة على الرمل، التي أصبحت نادرة الوجود، فالاعتماد أصبح على الماكينات الحديثة التي لا تستغرق سوى بعض من الثواني لإعدادها: «أنا معايا دبلوم بس قولت لازم أتعب، وعملت عربية روبابيكيا عادية، وحطيت فيها صاج بسخن عليه الرمل الأصفر العادي».
«السبرتاية» والرمل الأصفر أصل القهوة
هناك بعض الفروق الجوهرية في طرق تسوية القهوة، فمنها ما هو قديم وآخر العصري الذي أصبح منتشرًا في جميع الأماكن المخصصة لبيع القهوة، فاستخدام «السبرتاية» أو الرمل الأصفر يعطي مذاقًا مميزًا ما نسميه بالطعم الأصلي، وهو صعب الحصول عليه من الماكينات الحديثة التي تتميز بسرعة الإعداد: «محدش بيعرف يخدم على القهوة صح، المكنة مبتديش درجة السوى المظبوطة، أما الرمل العادي اللي كلنا بنشوفه دا بيدي طعم طبعا مفيش زيه».
قهوة «دليفري» بـ6 جنيهات
يقف «محمد» بعربته في منطقة بين السرايات إحدى مناطق حي الدقي بمحافظة الجيزة، القريبة من منزله، ولجأ إلى عمل قائمة بمنتجاته نظرا لكثرة زبائنه، مع إدخاله بعض المشروبات منها أنواع جديدة للقهوة والشاي الأخضر، إلا أن أسعاره المنخفضة من أهم أسباب الإقبال عليه: «ليا زبايني وبيجوا من آخر الدنيا عشان يشربوا عندي، و كتبت رقم موبايلي عشان المكاتب اللي حواليا لو حد احتاج حاجة يرن عليا، والسعر في حاجات بـ4 جنيه زي الشاي، أما القهوة بـ6 جنيه، وأغلى حاجة عندي بـ10 جنيه، وعمري ما حسبت أنا بقبض كام في اليوم دي أرزاق بتاعت ربنا»