شغفه بالتصوير منذ صغره، لم يحقق له حلمه في دخول كلية الفنون التطبيقية، لكنه بعد التحاقه بكلية التجارة، أصر على تحقيقه ولو بـ«لوكيشن تصوير» من الخشب والقماش، هذا ما فعله محمد حسين، 20 عامًا، إذ بدأ بمشروع صغير في حي الحسين بالجمالية، ساعده فيه صديقه سيف الدين محمد، 16 عامًا، بعد إعجابه بالفكرة.
يحكي «محمد» عن بدايات مشواره، إذ كان يحب أن يصور أي شيء أمامه بهاتف والديه، ودائمًا ما يتردد على استوديوهات التصوير، وكل من يراه يتنبأ له بمستقبل جيد في هذا المجال: «كنت لما بدخل أي استوديو أهلي بيفقدوا السيطرة عليا، كنت أول ما أشوف المصور أجري عليه، وأقعد أزن لحد لما أخد منه الكاميرا وأقعد ألعب».
انتهاء أحلام «محمد» بدخوله كلية التجارة
يعيش «محمد» في شارع المعز بمحافظة القاهرة، وبرغم عشقه للتصوير لكنه لم يستطيع تنمية مهاراته بدراسته، ودخل كلية التجارة بسبب حصوله على مجموع قليل بالثانوية العامة، لكن أحلامه لم تندثر وشغفه لم ينتهِ: «كنت حابب أدخل كلية فنون تطبيقية قسم التصوير الفوتوغرافي، عشان أبقى مصور كبير في يوم من الأيام، وللأسف كل اللي حصل كان عكس توقعاتي، وفي الآخر دخلت تجارة ومش حابب الدراسة فيها أوي بس مضطر أكمل عشان خاطر أهلي ميزعلوش».
براقة أمل جديد
عزم «محمد» على تحقيق حلمه بشتى الطرق، فقرر أن يصنع شيئًا لنفسه، ولم يجد أفضل من الحسين بمحافظة القاهرة ليبدأ حلمه، فأنشأ «لوكيشن» للتصوير من الخشب والأقمشة وأرجوحة وبعض الزينة لتعطي شكلًا جماليا، ويأتي إليه المصريون والعرب والأجانب: «بعمل الصورة بـ10 جنيه وفي بـ26 جنيه، وعندي ملابس من اللي الناس بتحب تتصور بيها زى السواري الهندي والاسكندراني».
«سيف الدين» يخوض تجربة التصوير مع صديقه
صداقة من نوع خاص جمعت بين «سيف الدين» و«محمد» شريكه في المشروع، بدأت بجيرتهما في مكان واحد في شارع المعز، وتوطدت أكثر بعد مشروعهما الخاص بالتصوير، يحكي «سيف الدين»، أنه دائما يرى «محمد» وهو يصور بالكاميرا فأحب الفكرة منه: «إحنا قرايب من نفس العيلة وأصحاب ولما طلبت أشتغل معاه وافق».
وعلى الرغم من دراسة «سيف الدين» بالصف الأول في المرحلة الثانوية، إلا أنه خرج للعمل مع صديقه لمواكبة ظروف الحياة ولمساعدة أهله.