| «محمد» يخوض مغامرة في أدغال أفريقيا.. قبيلة بدائية تأكل أي شيء (صور)

منذ صغره ويحب المغامرة والاكتشافات الغريبة، وبعد أن تخرج في كليته سافر إلى روسيا، وكان دائم الترحال في مدنها، وزار العديد من الدول، فسمع أثناء زياراته هذه بقبيلة في أدغال إفريقيا تعيش على صيد الطيور، ولها حياة تشبه حياة البشر قبل آلاف السنين، ليقرر الذهاب إليها، في مغامرة فريدة من نوعها.

محمد طاهر، 28 عاما، تخرج في كلية الألسن، ثم سافر إلى روسيا وعمل فيها مدرسًا للغة الإنجليزية لأكثر من 8 سنوات، وكان في أثناء ذلك دائم السياحة والترحال في البلاد المختلفة؛ بهدف التعرف على مناطق جديدة، ليقرر منذ عدة أشهر أن يتخلى عن وظيفته ليجوب البلاد من شرقها وغربها سائحًا، بغرض اكتشاف الأشياء الغريبة.

15 بلدًا سافر إليها «محمد»

يروي لـ«» قائلًا: «سافرت معظم مدن روسيا ومدن كتير، ورحت سيبيريا ومنغوليا»، ولكن زياراته الأولى هذه لم تحظَ بالتوثيق: «مكنتش بصور أي حاجة، كان هدفي دايمًا التعرف على الأشياء النادرة»، ولما عاد إلى مصر بسبب كورونا، قرر بعد العودة إلى مغامراته أن يوثق كل رحلة يذهب إليها: «لما رجعت روسيا بدأت أوثق كل مغامراتي، وفكرت في الوقت ده إن أترك وظيفتي، لكن ترددت بسبب إني متزوج وعندي بنت».

وبعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وجد أن الأوضاع ليست ملائمة هناك للعمل، فقرر ترك وظيفته وبدء مغامراته: «أخدت قرار الاستقالة من الوظيفة، من حوالي 5 شهور، وبدأت في عمل رحلات حول العالم، ودي حاجة كان نفسي أعملها طول حياتي»، فبدأ أولى رحلاته في تركيا، ثم الإمارات ثم دخل إلى أفريقيا: «روحت تركيا ولفيتها كلها، من شرقها لغربها وشمالها وجنوبها، وبعد كده روحت زيارة سريعة للإمارات، وبعد كده نزلت على أفريقيا، وزرت حوالي 15 دولة لحد الآن».

فكانت أول دولة حطت فيها أقدامه داخل القارة السمراء هي زنجبار، ثم عقبتها تنزانيا، وهي الدولة صاحبة القبيلة البدوية الغريبة، «القبيلة اسمها قبيلة الهادزابي، كان الوصول ليها يعتبر تحدي كبير بالنسبة لي، لأن مكانها واقع في أقصى حدود تنزانيا».

زيارته لقبيلة «الهادزابي» في تنزانيا

على الرغم من الصعوبة البالغة في الوصول إلى هذه القبيلة، إلا أنه لم يمتنع عن ذلك: «صممت أروح هناك عشان أتأكد من إن اللي رايح أشوفهم دول ناس حقيقيين وهما عايشين كده فعلًا، ومش بيمثلوا»، فاكتشف بعد الوصول إليهم أنهم يعيشون حياة بعيدة كل البعد عن التكنولوجيا وكل ما وصل إليه العالم من تقدم: «لقيت إن القبيلة دي أقرب ما تكون للإنسان البدائي اللي عاش من آلاف السنين على الأرض».

ولاحظ أن أبناء القبيلة يأكلون ما يصطادونه بالأقواس والنبال، ويشربون الدماء، «بياكلوا أي حاجة تيجي في طريقهم، من خفافيش، وعصافير، وكل أنواع الطيور، وبياكلوا القرود، ويستخدموا الفرو بتاعها كملابس يستروا بيها نفسهم»، بجانب ذلك فهم يعيشون في بيوت بدائية تشبه العش، «حسيت إني دخلت آلة الزمن ورجعت آلاف السنين، وطلعت معاهم في رحلة صيد، وعلموني ضرب القوس والسهم بطريقتهم».

وتتميز هذه القبيلة كما وصف «محمد»، بلغة خاصة تختلف عن باقي لغات العالم تسمى بلغة «الكليك»: «لغتهم فيها تكات وتحسهم في حالة سكر أثناء الكلام، عشان كده اضطرينا ناخد مترجم عايش في قرية قريبة منهم»، وبالرغم من حالة شبه السكر التي يعيشون فيها، فإنهم يتمتعون بقوة كبيرة أثناء الصيد وممارسة نشاطهم الطبيعي: «رغم إني بلعب رياضة وجسمي قوي مقدرتش أشد القوس بتاعهم للآخر، وهما بيشدوه بقوة وسرعة شديدة جدًا».

وصف الشاب المصري تجربته مع هذه القبيلة بأنها من أعجب وأغرب التجارب التي خاضها في كل رحلاته: «التجربة دي بالنسبة لي تجربة العمر، وفيها مشاهد تخليك تتفكر وتتأمل ازاي دول عايشين في الزمن ده، ويخلوك تشكر ربنا على النعم اللي عايش فيها»، مضيفًا أنهم يشربون من جداول المياه ويكونون في أشد حالات الفرح أثناء ذلك، وبعد هذه الرحلة فإنه يهدف لزيارة جميع دول العالم: «هدفي الرئيسي ألف العالم كله وأستكشف كل مكان على وجه الأرض».