بعد أن كان ينعم بحياة مستقرة بسيطة، قلب حادث حياته رأسًا على عقب في المرحلة الثانوية، فلم تكن أزمته الأولى التي كلفته بتر ذراعه الأيسر، ولكنه اصطدم برفض المدارس الفنية لاستكمال دراسته بها، وبقى الخيار المتاح أمامه إما المدارس الخاصة أو مدارس ذوي الهمم.
ويحكي محمد علي، ابن منطقة شبرا الخيمة، أنّه ظل عامًا كاملًا يبحث عن مدرسة مناسبة كي يلتحق بها، إلا أنّ محاولاته باءت بالفشل، فقرر أن يُفتش عن حلمه في أحد محال الهواتف المحمولة، ليتعلّم من صاحبها صيانة الموبايل شيئًا فشيئًا حتى قرر أن يفتتح المحل الخاص به: «اتعلّمت الصنعة وبقيت شاطر فيها جدًا وقررت أفتح محل لوحدي، لكني فشلت مرة واتنين».
«جهاز الحرارة» من أبرز الصعوبات التي تواجه «محمد»
ورغم هذا الإخفاق، إلا أنّ «محمد» حاول مرات عديدة بأن يمتلك محلًا خاصًا به، لينجح في ذلك منذ 5 أعوام، إلا أنّه أحيانًا ما يجد بعض الصعوبات أثناء عمله ويرويها لـ«»: «بلاقي صعوبة إني أقدر أمسك جهاز الحرارة عشان بتحتاج أتحكم فيها بإيديا الاتنين فبطلب من صاحبي يساعدني»، وبخلاف ذلك؛ لم يعتد الشاب العشريني أن يطلب أي مساعدات من الغير.
«ربنا بيقطع من هنا ويوصل هنا».. كلمات رددها «محمد» تبعها بحمد الله على الابتلاء والرزق في العمل: «ربنا أداني ذكاء ورزقني بشغل كويس والحمد لله إني واقف بطولي ممدتش إيدي لحد وجوّزت نفسي».
محمد: كلمات التنمر مبتضايقنيش
وتعرض صاحب الـ28 عامًا في بداية مشروعه لبعض الكلمات اللاذعة من الزبائن المترددين على المحل «كنت بسمع ناس في ضهري بتقول هو ده هيعرف يشتغل إزاي ولا يصلح الحاجة إزاي»، إلا أنّه سرعان ما يتلقى الإشادة والشكر من الزبائن بعد تصليح الهاتف بطريقة احترافية وبدرجة لا يُصدق البعض أنّها خرجت من عمل ذراعًا واحدًا.
وبسبب نجاحه في مهنته، بدأ «محمد» يستقبل الزبائن التي تأتي له خصيصًا لتصليح هواتفهم لثقتهم به، وبرغم كلمات التنمر التي يسمعها أحيانًا من البعض، إلا أنّ ذلك لم يُثنيه عن حلمه: «الكلام السلبي خلاص مبيضايقنيش واللي حصلي ده من رحمة ربنا بيا».