| «محمود» فقد بصره وصنعته.. من أسطى حلاق لـ صبي على فرشة فاكهة: عاوز معاش

كان محمود فوزي عاشقا لمهنته كـ«حلاق»، فهو لا يكسب منها المال فقط، وإنما يجد الونس وسط زبائنه وحكاياتهم التي لا تنتهى، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففقدان بصره دفعه إلى تغيير مسار حياته ليصبح مجرد صبي على «فرشة» فاكهة مع أحد التجار بعد أن كان «أسطى قد الدنيا» يتغنى باسمه أهالي منطقة المنشية في حدائق حلوان.

بدأ العمل في مهنة الحلاقة وعمره 12 سنة

«بدأت العمل في مجال الحلاقة عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي، للإنفاق على نفسي ومساعدة أسرتي، لكن سرعان ما أحببت المهنة وتشربتها حتى أصبحت أسطى فيها، ولكن معاناتي الحقيقية بدأت عام 2014، عندما بدأت عيني تظلم تدريجيا حتى صرت لا أرى»، كانت تلك كلمات محمود 33 عاما التيييقولها بنوع من التحسر على التغيير الذي أصاب حياته.

يحكي «محمود» الكيفية التي فقد بها بصره، فقد أجرى فحوصات المجال البصري وإيقاع العين الليزك في أحد المعامل البصرية لإجراء عملية الفيمتوليزك، ولكن سرعان ما كشفت الفحوصات عن الإصابة بعدة أمراض منها ضمور العصب البصري والمياه الزرقاء.

 

نتيجة للظروف الصعبة التي يمر بها «محمود» وعدم قدرته على الإنفاق على زوجته أو ابنته ذات الـ3 أعوام، بدأ الجيران وبعض أهل الخير محاولة مساعدته في استعادة بصره: «أهل الخير جمعوا 50 ألف جنيه عشان أعمل عملية في عيني اليمين في مستشفى خاص في 2020 عشان كان فيه دكتور جاي من برة جرب عملية علي الحيوانات وبيشوف نتيجتها على الإنسان»، يقول محمود بنوع من الضيق، فقد كانت النتيجة غير متوقعة وإنما محبطة لآماله: «لم تنجح العملية للأسف، ولكن ما زالت محاولاتي مستمرة ويقف معي الجمعية الخيرية بمنشية حدائق حلوان».

حلم محمود الحصول على معاش تكافل وكرامة

منذ فشل العملية، كان البحث عن أي طريقة للأنفاق على نفسه هو ما يحرص عليه محمود فهو غير متقبل أن يمد يده للآخرين للإنفاق عليه: «حاولت التقدم للحصول على معاش تكافل وكرامة في المعصرة، وكارنيه ذوي الاحتياجات الخاصة وحتى الآن أنتظر أن يرد علي أي شخص».

تسليم محمود للأقدار لم يمنعه من البدء في البحث عن عمل، فهو لديه احتياجات مادية، بالإضافة إلى أدوية لا يستطيع التوقف عن تناولها مثل قطرات لعينه، فكان الحل هو العمل كصبي مع تاجر فاكهة، أملا في يوم من الأيام أن يستقل بالعمل مع نفسه، موضحا طريقة عمله: «أنا بعتمد أكتر علي الصوت وكمان بسأل الزبون هو إداني فلوس قد إيه وبخليه يشوف الميزان، وأوقات صاحبي بيعدلي الفلوس، وكل أمنيتى أن أحصل على معاش تكافل وكرامة وكمان تروسيكل يسهلي توصيل الفاكهة».