| «محمود» واجه التنمر لعمل والده «بواب» وحقق حلمه بالهندسة: فخور بأبويا

عمل والده البسيط كحارس عقار بالتجمع الخامس عرضه للتنمر من المحيطين، ومحاولاتهم إحباطه تجاه تحقيق حلمه بأن يصبح مهندسًا أو يلتحق حتى بالكلية التي طالما تنماها بسبب أن والده «بواب»، وكأنها مهنة غير مشروعة، وعلى الرغم من الأثر النفسي الذي لحقه خلال فترة طفولته والمراهقة، إلا أنه استطاع تحقيق حلمه والتخرج في كلية الهندسة ليبدأ حلم الطفولة.

عمل والد «محمود» عرضه لأذى نفسي من المحيطين

منذ سنوات يعمل والد محمود عبدالرحيم، خفير على عقار بالتجمع الخامس، ويقيم في نفس مكان عمله مع أسرته المكونة من زوجة و5 أبناء، من بينهم «محمود» الذي تفوق خلال دراسته بالمدرسة خاصة في الرياضيات، ما عزز لديه من حلم الالتحاق بكلية الهندسة، حسبما ذكر الشاب العشريني لـ«»: «كنت بطلع من أوائل المدرسة»، ومع ذلك لم يسلم من تنمر المحيطين به بسبب مهنة والده.

«محمود» حقق حلمه والتحق بالهندسة بمجموع 95%

«ناس كانت تقولي عايز تبقى مهندس إزاي وأبوك بواب»، بهذه الجملة عبر «محمود» عن بعض ما تعرض له وسبب له أذى نفسي كبير في فترة المراهقة والمرحلة الثانوية: «الموضوع كان مسببلي مشاكل نفسية وضغط كبير»، إلا أنه حول كل ذلك إلى طاقة وحافز لتحقيق حلمه، واستطاع في النهاية الحصول على مجموع 95%، والالتحاق بكلية الهندسة جامعة حلوان والتخرج منها حديثًا.

أزمة مرض نفسي واجهت رحلة الشاب العشريني

وفي العام الأول لـ«محمود» بالجامعة حصل على تقدير امتياز، إلا أن اكتشافه مرضه بـ«الوساس القهري» نتيجة ما تعرض له من ضغط نفسي في طفولته جعل تقديره يتراجع إلى «جيد جدا» ثم «مقبول»، ليبدأ في العلاج النفسي مع الأطباء حتى يستعيد ثقته بنفسه: «كنت بشك في أي حاجة بعملها بطريقة مبالغ فيها»، لكنه في النهاية استطاع العودة إلى طبيعته.

«محمود»: قيمة الإنسان بما يقدمه للمجتمع ليس ما يملك

سعادة الشاب العشريني بأنه حقق حلمه ورفع رأس والده لا تضاهي أي سعادة أخرى، كما أنه لا يخجل أبدًَا من مهنة أبيه: «لما بروح اشتغل في أي مكان بقول أنا أبويا بواب»، لافتًا إلى أنه يأمل أن تتغير نظرة المجتمع للشخص على حسب وظيفته، واعتبار ما يقدمه للمجتمع هو مقياس أهميته وليس ما يملكه.