«استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. استودعكم الله أولادي وأوصيكم بهم خيرا.. أشهد الله أني أحبكم في الله.. نتقابل في الجنة بإذن الله.. سامحوني وادعوا لي بالرحمة».. منذ 5 أيام، كتب محمود أبو بكر، 38 عامًا، تلك الكلمات على صفحته لموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مودعًا أهله وأقاربه، ويوصيهم بأولاده خيرًا، قبل وفاته أول أمس نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
إصابة «محمود» بفيروس كورونا
في نهاية الشهر الماضي، أعلن «محمود» إصابته بفيروس كورونا عبر «فيسبوك»، وتدهورت حالته الصحية يومًا الآخر، وعندما اشتد به المرض كان أول من يفكر بهم أولاده، في وقت قد شعر به بالاستسلام.
بعد كتابة المنشور، انهالت عليه الكثير من التعليقات التي تدعو له بالشفاء، من بينهم شقيقه الذي علق قائلاً: «لا إله إلا الله، وحد الله ياخويا ليه توجع قلبي، ربنا إن شاء الله هيشفيك»، قبل إن تتحول التعليقات بعدها بساعات، إلى الدعاء له بالرحمة وليس الشفاء.
مشهد مؤثر في جنازة «محمود»
من جانبه، يروي أحمد مسعد، صديق «محمود»، لـ«» أن الأخير شعر بالموت بعد تدهورت حالته ونقله للمستشفى، وبعد مرور عدة أيام قليلة لقي حته، وكانت صلاة الجنازة أمس بعد صلاة الظهر، مضيفًا: «محمود من قرية المعدية بمحافظة البحيرة، وكان طيب القلب وصاحب صاحبه، والناس كلها تشهد بأخلاقه وطيبة قلبه، ولما جينا ندفنه، بعض أصحابه فضلوا يبكوا عليه بشدة مش عاوزين وماكناش عاوزين نمشي من قدام القبر، هو عنده بنتين وولد وكانوا بالنسبة له كل حياته وبيحبهم جدا».
باتت قرية المعدية بأكملها حزينة على فقدان الشاب «محمود»، الذي ودعهم قبل أيام قليلة من وفاته متأثرًا بفيروس كورونا.