اضطر إلى هجرة محافظته أسوان بعد تدهور أحوال الزراعة وكثرة متطلبات الحياة، توجه إلى منطقة الدقي في الجيزة، ليلحق بصديقه القديم الذي يعمل حارسًا لأحد العقارات، رضي بعمله القديم مع زميله لحين تهيئة الأجواء وعودته إلى مهنته الأساسية.
في ساعة مبكرة من صباح كل يوم، تراهما بملابس مبللة بالمياه حيث يباشر «محمود ورضوان» عملهما وسط الصقيع وبرودة الطقس، يستيقظان فجرا لتنظيف سلالم العقار والسيارات المنتظرة أسفله، كلٌ منهما يعول أسرة كاملة تحتاج إلى من يوفر لها قوت يومها فضلا عن نفقات تعليم أبنائهما.
«محمود أحمد عبدالحليم»، 48 سنة، يعول أسرة مكونة من زوجة و5 أبناء، حاصل على دبلوم زراعة، اتجه للعمل كحارس لأحد عقارات منطقة الدقي، بعدما ساءت أحواله المادية كمزراع في محافظته أسوان، أما زميله في حراسة نفس العقار، «رضوان بدري»، فيبلغ من العمر 30 سنة، ويعول أسرة مكونة من ولدين وزوجة، وحاصل على دبلوم تجارة.
يعملان 24 ساعة يوميًا
«البواب كرامته منزوعة، ولازم تعمل شغلك في كل الظروف مهما كانت»، بتلك الكلمات بدأ «رضوان»، حديثه لـ«»، وهو يمارس عمله في غسيل سيارة أحد سكان العقار: «الشغل مرهق وأجبر على رؤية زوجتي وطفليّ الصغار لمدة يوم واحد فقط أسبوعيا، بعدقضاء 6 أيام في العمل .. بشتغل 24 ساعة يوميًا».
محمود حارس عقار منذ 11 سنة.. وزميله انصم إليه قبل 5 سنوات
قبل 11 سنة، استلم زميله بالعمل «محمود»، مهمته في حراسة هذا العقار، ومن يومها يواصل هذا العمل، وكله رضا وقناعة، على أمل واحد فقط أن يحصل على قطعة أرض زراعية من الدولة يعود فيها إلى مهنته الأساسية في الزراعة، بعدما أجبره ارتفاع قيمة استئجار الأراضي الزراعية على ترك تلك المهنة، التي ورثها عن أبائه وأجداده، وفق ما يرويه «محمود»، في حديثه مع «».
أما رفيق رحلة كفاحه الذي انضم إليه في هذا العمل قبل 5 سنوات، فيحلم باليوم الذي سيحصل فيه على وظيفة تناسب دراسته، ويجلعه فخورا بنفسه أمام زوجته وأبنائه: «نفس عيالي لما تكبر ما يتقهلمشي أبوبكم بواب».