بثقة كبيرة لا تتناسب وصِغر سنه، يقف «محمود»، صاحب الـ13 عامًا، فاقد لنعمة البصر، أمام عدد كبير من الناس، مُطلقًا العنان لصوته يردد أجمل الأناشيد الدينية بحنجرته القوية وصوته الوقور، لا يفكر في شيء سوى الاستمتاع بما يُنشد، آخذًا من الشيخ سيد النقشبندي مثلًا وقدوة له.
بداية «محمود» في الإنشاد الديني
«بدأت الإنشاد الديني من وأنا عندي 9 سنين».. قالها محمود خالد، ابن حي منشية ناصر بمحافظة القاهرة، من ذوي الهمم، في مطلع حديثه لـ«»، موضحًا أن والديه وشقيقته هم من اكتشفوا موهبته في الإنشاد الديني وجمال صوته، وأنهم منذ ذلك الوقت، تبنوا موهبته وشجعوه على تطويرها، من خلال الاستمرار في الإنشاد، وسماع كبار المنشدين للتعلُّم على أيديهم.
ربما كان فقدان حاسة النظر دافعًا لـ«محمود»، الطالب بالصف الخامس الابتدائي، للاهتمام بتطوير موهبته من خلال الاختلاء بنفسه لساعات طويلة يوميًا، والاستماع لكبار المنشدين لتعلُّم مخارج الحروف وفنون الإنشاد، حتى أصبحت لديه مع الوقت القدرة الكافية للوقوف أمام عدد كبير من الناس بفئات عمرية مختلفة وفي مناسبات متنوعة يتلو الأناشيد الدينية بكل ثقة واحترافية.
حبه للأغاني ية
إلى جانب الإنشاد الديني، يهوى ابن حي منشية ناصر الأغنيات ية، لا سيما القديم منها، ويجد متعة كبيرة كلما أتته الفرصة لغناءها: «بحب أم كلثوم جدًا وبستمتع بالأغاني القديمة وية لأن كلامها فعلًا بحسه عميق ويتحب»، وفقًا لـ«محمود»، وأنه يتمنى تطوير موهبته وإصقال مهارته واستغلالها في الإنشاد الديني وترديد الأغاني ية: «حاليًا بردد أغاني بتاعة ناس وأنا بكررها، وبتمنى يجي اليوم اللي أغني فيه أغاني جديدة خالصة بيا أنا»، وأنه يحلم بدخول كلية الحقوق ويواصل دراسته ليكون أستاذًا جامعيًا.