خلال الأيام القليلة الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا متنوعة لمخالفات مرورية، يزعمون أنها التقطت بواسطة الرادارات المثبتة على الطرق، خاصة أنها مسجلة على أحد نماذج المرور -نموذج 125 مرور-، وتحمل شعار وزارة الداخلية، والغريب في الصور أنّها تحمل أسبابًا غريبة، يدعي أصحابها، أنّها تظهر على الموقع الرسمي للإدارة العامة للمرور.
مخالفات الضحك والأكل والتفكير أثناء القيادة
من بين المخالفات المرورية، التي تم تداولها عبر «فيسبوك»، وأثارت جدلًا واسعًا، مخالفة التفكير أثناء القيادة، والأكل والشرب أو الضحك أثناء القيادة، ما أثار تساؤلات البعض حول حقيقة تلك المخالفات المرورية، وما إذا كان ينص عليها قانون المرور بالفعل، أم هذه الصور في أصلها مُفبركة.
هل يعاقب مروج صور الرادار المفبركة؟
يؤكد اللواء أيمن الضبع، استشاري السلامة المرورية بوزارة الداخلية، إنّ هذه المخالفات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليس لها أساس من الصحة، وجميعها من صنع مستخدمي ف«يسبوك»، مشيرًا إلى أنّ ظهور شعار وزارة الداخلية، ونموذج 125 مرور، على الصور هو ما يجعلها تنتشر، وتبدو كأنها حقيقية، لكنها في الحقيقة صُنعت بواسطة برامج التعديل على الصور.
ويشير «الضبع» في تصريحات لـ«»، إلى أنّ وضع قانون المرور من قِبل المُشرع، يكون هدفه في الأساس وضع المخالفات التي تؤثر على سلامة القيادة، ورصدها بشكل دقيق: «القانون ده مفيش فيه الحاجات المنتشرة، اللي بيعملها الشباب على فيسبوك، وللأسف كثير بيتناقلها، وإحنا بندعوهم إنهم ميتناقلوش الأخبار ديه، إلا من مصادرها الرسمية».
ويضيف استشاري السلامة المرورية بوزارة الداخلية، أنّ التفكير والأكل، وأي فعل يُشتت الانتباه أثناء القيادة، كلها أمور تضر بالسلامة المرورية، إلا أنّها ليست ضمن المخالفات المرورية، وليس هناك نصا صريحا في قانون المرور الحالي، يجرم تناول الأكل أو الشرب أثناء القيادة، أو يفرض غرامة مالية محددة على مرتكب تلك الأفعال.
عن عقوبة نشر مثل هذه المخالفات المرورية المُفبركة، كشف أنّه في حالات التجاوز في تداول الأخبار الكاذبة، يقع هؤلاء المروجين تحت طائلة القانون، ويمكن ضبطهم من قِبل مباحث الإنترنت: «هما كده بيلعبوا في منطقة خطيرة تخص سلامة وأمان المواطنين».
مخالفة حزام الأمان للمجاور للقائد
وشدد الضبع، على صحة المخالفة المرورية المتداولة، بشأن عدم ارتداء حزام الأمان للمجاور للقائد أثناء السير ويتم رصدها بالكاميرات، كون المُشرع يهتم بسلامة السائق ويُهمل سلامة الشخص المجاور له، إذ يُمثل حزام الأمان نحو 65% من عوامل أمان القيادة: «فيه ناس بتشتكي أنه خد مخالفة حزام أمان، وهو كان لابس الحزام، بنقوله لو شوفت الصورة، ولقيت أنك لابسه بالفعل اعمل تظلم، وبيتم دراسة الحالة بالفعل من النيابة المختصة، ولو ليك حق هتاخده».
ويختتم استشاري السلامة المرورية بوزارة الداخلية، حديثه بتقديم بعض النصائح للسائقين أثناء القيادة، أهمها الابتعاد عن مشتتات الطريق، مثل الأكل والشرب والتفكير، وعدم الانشغال بغير الطريق، والالتزام بالقيادة الآمنة والحذر أثناء القيادة، علمًا بأنّ مخالفات المرور مُحددة على سبيل القصر، ولا يمكن تداولها إلا بتغيير نصوص القانون: «لو شكيت في صحة أي مخالفة، ادخل على موقع وزارة الداخلية، وقدّم شكوى وهيتم النظر فيها».