حياة مختلفة حظيت بها «مرفت» التي طوعت للخدمة بدير العذراء بدرنكة للمرة الأولى وهي بعمر الـ 12 من عمرها، اقتراح والدها الذي لم تتحمس له في بداية الأمر فتح أمام عينها وقلبها راحة نفسية وسعادة ربطتها بالأرض المباركة: «كانت بنت عمتي بتخدم في الدير فاقترح عليا بابا أني أروح معاها.. حياتي اتغيرت جدا، حبيت الدير ومواظبة على الخدمة بقالي 18 سنة، بيوفروا سكن وبنخدم حوالي 1000 بنت في بيع المأكولات وتجهيزها للزوار، وفي أولاد بيشتغلوا بالتنظيم في الطرق لأن الدير كبير».
الخدمة بدير السيدة العدراء بدرنكة في أسيوط على مدار 18 عامًا
قضاء 15 يوما للخدمة بالدير بأغسطس من كل عام بموسم العدراء هو عادة سنوية لم تتخل عنها «مرفت» 30 عاما، بعدما حلت على حياتها البركة حتى أنها تركت عملها في أحد الأعوام بعدما تعذر حصولها على إجازة من إحدى الشركات الخاصة للخدمة بالدير: «مفيش مرة نديت العدرا إلا ووقفت معايا، ومش ممكن اتخلى عن الأجواء الروحانية وإحساسي أني قريبة من العدار، في سنة كنت بشتغل في مكان خاص ورفضوا يدوني إجازة عشان الخدمة، فسيبت الشغل وربنا كرمني بشغل أفضل منه بعدها ببركة العدار، وفي سنة برضو اتاخرت في تسجيل اسمي للخدمة فملقتش مكان نفسيتي تعبت جدا لأيام وبقيت أنادي على العدرا إنها تخليني أروح اخدم في الدير قبل ما اتنين يعتذروا؛ وفعلا روحت أنا واختي مكانهم».
الوفاء بالنذور
الوفاء بالنذور أبرز مظاهر الاحتفالات بدير العذراء بجبل درنكة، وتتنوع لأشياء متعددة بداية من إيقاد الشموع وحتى القطع الذهبية، بحسب مرفت بقطر موظفة بكلية طب الأسنان بجامعة أسيوط في حديثها لـ «»، «كتير بيسيبوا نذور للعدرا منها الشمع والخراف والماعز والذهب، مسلمين ومسيحيين بيسيبوا ذهب بنية الشفاء أو أن ربنا يكرمهم بالأطفال بيكونوا محرومين من الخلفة، وخالتي لسه من أسابيع ودت حلق ذهب للوفاء بنذر شفائها من أحد الأمراض الخطيرة».