منذ 3 سنوات، تخرج عمر عادل في كلية الآداب قسم اللغة العربية، بجامعة الوادي الجديد، حصل على دبلومة تربوية بتقدير جيد جدًا، وظل طوال السنوات الماضية يبحث عن فرصة عمل في مدرسة، ولكن كل الوظائف التي يتقدم لها يحتاجون سنوات خبرة، وهو ما لم يتحقق لديه لأنه حديث التخرج، وانتهى الأمر بإعلانه اعتزال التدريس.
بعد تخرجه بأيام، دشن «عمر» صفحة على موقع «فيس بوك»، يشرح من خلالها بعض دروس اللغة العربية، وأخذت تكبر يومًا تلو الاخر، حتى وصل عدد متابعيه إلى 50 ألف متابع من الطلاب، وكان أيضًا ينشر عليها بعض الملازم والمذكرات لمساعدة الطلاب غير القادرين على تحمل تكلفة الدروس الخصوصية، وكل ذلك كان بالمجان لم يستفد منه شيئًا، سوى تحقيق حلمه أن يكون مدرسًا.
عمر: مفيش مدرسة راضية تقبلني
يروي «عمر» لـ«»، أن سبب إعلانه الاعتزال أنه وجد نفسه مدرسًا شهيرًا إلى حد ما، تنال فيديوهاته آلاف المشاهدات، وفي الوقت نفسهلا يعمل في أي مدرسة على الإطلاق، فكيف له أن يقنع الطلاب بشرحه وهو غير مقيد، مضيفًا: «مفيش مدرسة راضية تقبلني لأن كلهم عاوزين شهادات خبرة، وأنا لسه ببدأ حياته التعليمية، عشان كده قررت أعتزل لأن مفيش في الدنيا مدرس الناس بتثق فيه، وفي نفس الوقت يكون ملوش مدرسة».
نال «عمر»، ثقة الطلاب وأولياء الأمور، نظرًا لبراعته في توصيل المعلومات، وفي الوقت ذاته يعمل بإحدى شركات الاتصالات، ولكن اليأس تمكن منه بعض الشيء، مقررًا اعتزال التدريس وغلق الصفحة التي يتابعها 50 ألف طالب، حيث كتب: «هقفل الصفحة وانتهت فترة التعليم وانتهيت كمدرس للغة العربية، المش مدرس عمر عادل مصطفى».
حزن «عمر» بعد ترك المهنة
ما يحزن «عمر»، أن بعض الطلاب أصبحوا يعتمدون بطريقة كاملة على الملازم والفيديوهات التي ينشرها، فإحدى الطالبات كتبت له تعليقًا أنها تستغني عن الدروس الخصوصية وتعتمد على متابعته، ومن ثم تحصل على الدرجات النهائية في اللغة العربية.