| مدير سابق يوزع أمواله على الغلابة: اتجوزت «على كبر» ومعنديش أولاد

20 عاما مرَّت عليه وهو يقضي وقته متنقلا في المنطقة التي يحيا بها،؛ بحثا عن فقرائها ومُحتاجيها، آخذا على عاتقه مسؤولية الاعتناء بهم وتوفير مرتبات شهرية تساعدهم على العيش بكرامة، هكذا يفعل يسري محمد المُحال على المعاش والذي كان يعمل كمدير لإحدى الشركات العاملة في السياحة والفنادق.

يحكي «يسري»، 71 سنة، في حديثه لـ«»، أنه يخصص مبلغا شهريا للفقراء والمُحتاجين للمساعدة، وأنه اعتاد هذا الفعل منذ قرابة الـ20 عاما، وأنه لا يقدم هذه الأموال بشكل عشوائي لكل سائلٍ، إنما من خلال بحثٍ واستفسارٍ من أهالي منطقته، عما إذ كان هذا الشخص أو هذه الأسرة تحتاج للمساعدة فعلا أم لا: «ربنا وفقني إني أطلع مبلغ شهري – لا داعي لذكره- للغلابة وبدي الأرامل والمطلقات وذوي العاهات.. وأنا بعمل دا من خلال بحث واستفسار من أهالي المنطقة علشان أعرف الشخص دا محتاج ولا لأ».

حالة الفقراء والمحتاجين حول «عم يسري» تحرك قلبه

كثرة عدد الفقراء والمحتاجين من حوله ورؤيته لحالة العوز الشديد التي تُحيط بهم، هو ما حرك قلب «عم يسري»، ودفعه إلى القيام بهذا العمل الطيب؛ رغبة منه في رفع المعاناة عنهم وتخفيف آلامهم: «لقيت ناس غلابة كتير تحتاج  إلى المساعدة.. فيه ناس مش لاقية قوت يومها، وفي ناس بتنقي أكلها من الزبالة.. الإنسان لازم قلبه يحن ويحس بالناس اللي حواليه».

من وقت خروجه على المعاش وهو يقضي يومه بين الاعتناء بالفقراء وسد احتياجاتهم، وتأدية الصلوات كإمام لمسجدي «الولاء» و«الملاح»، إلى جانب مراعاته لزوجته المُسنة، والتي تزوجها وهو في الـ53 من عمره؛ بناءً على رغبة والدته التي طلبت منه أن يبقى بجانبها ويرعاها: «أنا حاليا مُتفرغ للصلاة لأني إمام لمسجدي الولاء والملاح، وكمان لسد احتياجات الفقراء والاهتمام بهم.. والدتي الله يرحمها كانت رافضة إني أتزوج علشان خايفة مراتي تتعبها، علشان كدا لم أتزوج إلا في الـ 53 من عمري، بعد أن توفاها الله، وتزوجت من سيدة كبيرة في السن».

لم يعتد «يسري» ابن حي زين العابدين بالقاهرة ، أن يواجه طلب شخص مُحتاج بالر فض، حتى ولو لم يكن المبلغ المطلوب متوفر لديه، إنما يطلب منه أن يُهمله فرصة للشهر القادم كي يوفر له المبلغ، مما جعله يحظى بمحبة كل من حوله وجعله مقصَد كل محتاجٍ وكل من هو في عوزٍ حقيقي.