صانعو المحتوى من أمام معبر رفح المصري
«مرابطون حتى الإغاثة».. شعار رفعه آلاف المصريين أمام معبر رفح البري من الجهة المصرية، في انتظار دخول المساعدات الإنسانية إلى الجانب الفلسطيني لإنقاذ المصابين من الأطفال والنساء وغيرهم ممن تعرضوا للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة خلال عمليات قصف مستمرة دخلت في يومها الرابع عشر، بعدما أصبح الوضع في غزة مأساوي نتيجة نفاد الطعام والمستلزمات الطبية.
ومن بين المتواجدين أمام معبر رفح البري، هم صناع المحتوى الذين حرصوا على المرابطة أمام المعبر أملًا في مرور الشاحنات التي تنقل المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة، خاصة عقب قصف قوات الاحتلال مستشفى الأهلى المعمداني واستهداف المدنيين واستشهاد أعداد هائلة من الأطفال.
تقول الكاتبة ميرنا الهلباوي التي تتواجد حاليًا أمام معبر رفح في حديثها لـ«» إن هناك عددًا هائلًا من الشاحنات لا تزال في مواقعها على مدار أيام تنتظر إشارة العبور إلى الجانب الآخر لأشقائنا في غزة، خاصة وأنّ المعبر ليس مُغلقًا وإنما جرى قصفه أكثر من مرة من جهة فلسطين وبات الوضع غير آمن لمرور المساعدات.
صناع المحتوى مرابطون أمام معبر رفح من السادسة صباحًا
ومع مرور الأيام دون عبور الشاحنات، أصبحت بعض المساعدات معرضة للتلف خاصة وأنّه لا يوجد أي تأكيدات بشأن موعد فتح المعبر بشكل رسمي من الجهتين بحسب «الهلباوي»، التي تتطوعت مع مؤسسة بنك الطعام المصري جنبًا إلى جنب العديد من المؤسسات المتطوعة لتوصيل المساعدات إلى غزة: «إحنا جايين متطوعين لمساعدة البنك الطعام المصري ولمحاولة إيصال الصورة واضحة من قدام المعبر وانتظار دخول المساعدات، وبحاول أنشر ده عندي أول بأول لكن أغلب الوقت مبيكونش فيه شبكة».
أصوات قصف على مدار ساعات متتالية يسمعها المرابطون من أمام معبر رفح من الجهة المصرية وتتكرر صباحًا ومساءً، وبات الدخان واضحًا من الجهة الأخرى جراء القصف الإسرائيلي، تقول «ميرنا»: «إحنا سامعين أصوات قصف صبح وبليل ومن شوية كنا شايفين الدخان من عندنا، وكلنا عندنا أمل إنّ المساعدات تدخل النهاردة وموجودين عند المعبر من 6 الصبح عشان حد يقولنا بس إنّ فيه أي حاجة تدخل لكن لحد دلوقتي مفيش حاجة دخلت».
الوضع أمام معبر رفع مخيب للآمال
الفنان وصانع المحتوى محمد مكاوي يتواجد أيضًا بين المرابطين أمام معبر رفح، إذ يصف الوضع الحالي بأنّه مُخيب للآمال، خاصة بعد الشروط التعجيزية التي يضعها الجانب الإسرائيلي حتى يُجرى الموافقة على مرور شاحنات المساعدات الإنسانية للجانب الفلسطيني، يقول «مكاوي»: «هم بيتكلموا إنّ حتى لو المساعدات دخلت، إسرائيل مش هتوقف قصف، وده معناه بطريقة غير مباشرة إنّ ممكن يحصل ضرب للمساعدات لما تدخل».
يقول «مكاوي» إنّه جرى ضرب المعبر من الجهة الفلسطينية صباح اليوم، وأصوات القصف لا زالت مستمرة ويسمعها المرابطون من الجهة المصرية بدءًا من 8 صباحًا: «إحنا سامعين أصوات الضرب من الصبح وحصل قصف الساعة 8 الصبح والساعة 9 و10 ووقت الصلاة وبعد الصلاة ولحد من ساعة كان فيه أصوات قصف».
كان هناك بصيص من الأمل أمام المرابطين لوصول المساعدات الإنسانية، خاصة بعد كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن فتح المعبر، وملاحظة رفع الحواجز الخرسانية بهدف تمهيد الطريق أمام الشاحنات من الجهة الفلسطينية: «قولنا إن ده فتحة خير وخلاص كانت الجرارت بتدخل عشان تهيأ الطريق من ناحية فلسطين، وفجأة قالوا إننا عندنا مشكلة إن إيقاف النار مش شرط يحصل حتى لو المساعدات دخلت، وحاطين شروط كتير تعجيزية عشان المساعدات تدخل».
ومع دويّ أصوات القصف من الجهة المقابلة، يعاني بعض المرابطين من القلق والتوتر وعدم القدرة على النوم، خاصة وأنّ الأصوات واضحة جدًا، يقول «مكاوي»: «كان فيه ناس جنبي خايفين وناس مش عارفة تنام، لكن أنا كان إحساسي لو احنا بعاد أوي كدا وخايفين أمال هم إيه».
الفنان حسين نصار الذي يتواجد أيضًا ضمن المرابطين أمام المعبر، يقول إنّ مئات المصريين المتواجدين في معبر رفع كان لديهم شعور بالأمل بشأن فتح المعبر بعد كلمة الأمين العام للأمم المتحدة التي ألقاها من المعبر اليوم، ولكن ما كان مُخيبًا للآمال هو تغيرات الأوضاع للأسوأ بعد وضع عدة طلبات وشروط من الجانب الإسرائيلي.
الطعام والوقود في غزة على وشك النفاد
يقول حسين نصار في حديثه لـ«» إنّ كل ما يشغل باله هو الطعام والأدوية الموجودة داخل الشاحنات والمعرضة للتلف في أي لحظة نظرًا لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في المعبر: «كل اللي في دماغي إنّ كل الأكل في العربيات هتبوظ والأدوية كمان هتبوظ، اليونيسيف قالت إنّ حفظ الأدوية لازم يكون بين 12 و20 درجة مئوية، ودرجة الحرارة بتوصل أكتر من كده».
وتابع «نصار» أنّه لوحظ مرور بعض السيارات في المعبر من الجهة الفلسطينية لتمهيد الطريق أمام الشاحنات، لافتًا إلى أنّ مسؤولًا من الهلال الأحمر تواجد بمعبر رفح اليوم وأكد أنّ الطعام والمياه والوقود على وشك النفاد من غزة: «إحنا مش حاسين بالخطر خالص لأنّنا موجودين في أأمن مكان في مصر، وإحنا موجودين من امبارح في المعبر وهنفضل موجودين على أمل إنّ المعبر يفتح برغم إنّ فيه قصف شغال كل ساعتين، وفيه قذائف بتحصل على غزة وقريب مننا وشايفين الدخان بعينينا».