| «مراته ماتت».. «محمد» فضَّل رعاية بناته عن العمل والزواج بأخرى

أصبح الأب والأم لبناته بعد وفاة من كانت تحنو وترق عليهم، ليبدأ محمد سمير، 36 سنة، رحلة كفاح مريرة بعد ما تخلى عن العمل ورفض الزواج بامرأة أخرى من أجل أطفاله، ليجسد المعنى الحقيقي للأبوة فهي ليست مجرد كلمة تقال لكل رجل أصبح أباً.   

لم يدم زواج «محمد» كثيراً فبعد مرور 3 سنوات من الاستقرار رحلت زوجته إلى العالم الآخر، لتتركه وحيداً مع طفلتين لم يفتحا عينيهما على الحياة، ويصبح الأب كل شيء بالنسبة لهما ويبدأ معهما رحلة جديدة مليئة بالصعوبات، حسب حديث محمد لـ«»: «زوجتي توفيت لما كانت بنتي الكبيرة عندها سنتين ونص، وأنا بقيت كل حاجة ليهم وربنا كان بيقدرني عشان أرعاهم».

«محمد» الأب والأم لبناته

كانت حياة «محمد» تسير في منعطف صعب بعد وفاة زوجته، فكان بمثابة كل شيء لهما فهو الأب والأم والأخ والصديق، وبرغم حصوله على شهادة دبلوم تجارة إلا أن الوظائف لم ترق إليه فبعد عمله لعدة سنوات في إحدى شركات القطاع الخاص، وجد نفسه ضمن لائحة المفصولين من العمل بمنتهى البساطة: «الشركة فصلت عمال كتير وأنا كنت واحد منهم، وبالتالي مصدر رزقي انقطع».

«محمد» يرعى بناته بمفرده

يعمل «محمد» في أي شيء منها النقاشة وبائع في محلات ملابس، ويحاول جاهداً التوفيق بين عمله ورعاية بناته قدر المستطاع، فلا يوجد شخص يعاونه فهو في خلاف مع عائلة زوجته بعد وفاتها، بسبب مطالبتهم بتربية بناته بعيداً عنه: «أنا عايش في القاهرة وهما عايزين ياخدوا بناتي في المنوفية، وأنا مش هستحمل بعدهم عني ولا ضامن إيه اللي ممكن يحصلهم، حتى والدي عنده 74 سنة واتجوز بس زوجته مش متقبلة عيالي».

«محمد» يحلم بفرصة عمل جيدة

يتمنى «محمد» فرصة عمل جيدة يستطيع من خلالها الإنفاق على ابنتيه وبناء مستقبل جيد لهما، حتى يصبحا أشخاص فاعلين في المجتمع: «بنتي الكبيرة في الصف السادس الابتدائي ومن المتفوقين، ونفسي في شغلانة كويسة عشان مستقبلهم».