«كله يتأكد من رقم الجلوس، حل وبص في ورقتك».. كلمات يرددها مراقبي اللجان الامتحانية كل عام، سواء في امتحانات الثانوية العامة أو غيرها، فالغِلظة وقوة الشخصية أحد أهم ما يجب أن يتميز به المراقب لإدارة وتنظيم اللجان ومنع الغش.
ولكن الجزء الإنساني من بعضهم يطغى على طبيعة الموقف، ففي بعض المدارس، ظهر مراقب في صورة أب، وأخرى في صورة أم، يقومون بالتهوية عن الطلاب بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الغزير منهم أثناء أدائهم الامتحان.
في مدرسة الشهيد محمد وحيد حبشي بمحافظة المنيا، أثناء امتحان مادة اللغة الفرنسية، كان المراقب جالسًا يراقب بعينيه حركة الطلاب، وعلى يمين الفصل الدراسي، وقعت عيناه على طالبة، يسيل منها العرق ويحمر وجهها، وتقوم بأداء الامتحان دون التفات لارتفاع درجة الحرارة، فلا يهم ما يصيبها المهم هو حل أسئلة الورقة الامتحانية.
تحركت غريزة الأبوة لدى المراقب، فلم يستطع أن يترك الطالبة بهذا الحال، قام وأحضر ورقة كرتون «التي يضع فيها ورق الامتحان»، وذهب إلى الطالبة عارضًا عليها السماح له بتهويتها، ورغم محاولاتها إثنائه، لكنه أصر على عدم تركها، وفقًا لما روته الطالبة، واسمها فرح علاء، قائلة لـ«»: «كان سنه كبير لكنه رفض تمامًا يمشي وفضل واقف فترة بيهوي عليا».
تهوية على جميع طالبات اللجنة
ليس هذا فحسب، بل ذهب إلى كل طالبة في اللجنة، وعددهم 15، وقام بتهوية كل واحدة لبضع دقائق: «كان يخلص تهوية علينا ويقعد يريح شوية وبعدين يقوم تاني».
نفس الموقف تكرر مع الطالبة ميادة رمضان، طالبة بإحدى المدارس الخاصة، حيث قامت المراقبة بالتهوية على اللجنة بأكملها باستخدام ورقة قامت بتصميمها على شكل مروحة: «منعرفش أي حد من المراقبين، بس في ناس قلبها طيب وبيتعاملوا معانا كأننا أبنائهم، هي فضلت تهوي بالورقة كل علينا، وبصراحة نفسي أشوفها تاني عشان أشكرها».