| مراقب امتحان في الجيزة ينقذ مستقبل طالبة ثانوية عامة.. «راحت عليها نومة»

موقف إنساني جميل تبناه مُدرس أثناء مراقبته على لجان امتحانات الثانوية العامة بإحدى قرى محافظة الجيزة؛ إذ أثناء مروره على اللجان لاحظ تغيُّب طالبة، وعندما تأكد من زميلاتها أنها بصحة جيدة ولا سبب لتغيُّبها سوى أن النوم قد غلبها، أسرع على الفور إلى منزلها أيقظها وأسرتها وأتى بها إلى المدرسة لتؤدي امتحانها، بعدما حرص على تهدئة روعها وطمأنتها بشكل أبوي بأنه ما زال هناك متسع من الوقت لحل كل الأسئلة.

مراقب امتحان في الجيزة ينقذ مستقبل طالبة ثانوية عامة

«تخيلتها بنتي ومقدرتش أتخيل أن الامتحان يفوتها».. كلمات قليلة حملت داخلها مشاعر أبوة صادقة وحنان، استخدمها أسامة عثمان، مُدرس اللغة الإنجليزية، وهو يروي لـ«»، كواليس إنقاذه لمستقبل الطالبة وذهابه إلى منزلها لإحضارها إلى لجنة الامتحان، موضحًا أنه يتولى مسؤولية مراقبة دور بلجان امتحانات الثانوية العامة بإحدى قرى محافظة الجيزة، وأنه بعد توزيع أوراق أسئلة امتحان الجيولوجيا وأثناء متابعة باقي مهامه لاحظ تغيُّب طالبة، وتبيَّن له من زميلاتها أنه لا يوجد سبب واضح لعدم حضورها الامتحان.

«سألت أصحابها لو في حاجة تعباها قالولي لا يا مستر دي كلمتنا الفجر، وطبعًا معرفتش آخد رقمها أو رقم حد من أهلها لأن الطلاب مش معاهم موبايلات»، بحسب «أسامة»، وأنه على الفور تواصل مع إيهاب عبدالحميد، رئيس اللجنة، يستأذن منه الذهاب إلى منزل الطالبة وإحضارها حتى لا تضيع عليها فرصة حضور الامتحان، وأنه بعد حصوله على الموافقة استقل وأحد العمال بالمدرسة «توك توك» وذهبا فورًا إلى منزل الطالبة أيقظاها وأسرتها من النوم.

الذهاب إلى المنزل وإيقاظ الطالبة

«البيت كله اتفزع مرة واحدة واتخضوا لما عرفوا أن راحت عليهم نومة والامتحان فات البنت»، وأنه اصطحب الطالبة معه على الفور بعدما اكتفت بارتداء إسدال وأتى بها إلى لجنة الامتحان ولم يستغرق كل ذلك سوى 7 دقائق: «وأنا رايح على بيتها كانت حوالي الساعة 9 وتلت، والحمد لله بقت في اللجنة الساعة 9 و27 دقيقة بالظبط»، وأنه يقدم جزيل الشكر لرئيس اللجنة إيهاب عبدالحميد، على لطفه وتعاونه في إنقاذ مستقبل الطالبة: «المُدرس هو إنسان وأب قبل ما يكون مُعلم».

لم يكتفِ مراقب الدور بإحضار الطالبة من منزلها إلى لجنة الامتحان، بل راح يُكمل دوره الإنساني والأبوي من خلال بث الهدوء والطمأنينة في قلب الطالبة التي بدت متوترة وقلقة في البداية، إلا أنها مع الوقت وبتشجيع المراقب وزميلاتها بدأت في حل الأسئلة بكل هدوء: «زميلاتها كان بيطمنوها وبيقولولها متخافيش الامتحان سهل خالص وهتلحقي تخلصي بسرعة»، وأن الطالبة أدت امتحانها بنجاح وخرجت من اللجنة سعيدة رفقة زميلاتها.

مشاركة الموقف عبر «فيس بوك»

وحرص «أسامة» على مشاركة متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» هذا الموقف من خلال منشور جاء فيه: «النهارده الساعة جات 9 وربع وأنا بمر علي اللجان فوجئت أن في بنت مجاتش امتحان الجيولوجيا، وأنا عارف أن هي بتحضر، سألت على رقمها طبعًا محدش معاه موبايل واللجنة بتاعتي في بلد ريف يعني عائلات، سألت هي بنت مين وخرجت جري ومعايا أحد العمال عشان يدلني على بيتها، الساعة كانت 9 وتلت بخبط جامد على الباب البيت كله كان نايم بما فيهم البنت، وحصلت حالة من الصويت والانهيار».

وأضاف: «طلبت من البنت بسرعة تلبس إسدال وطلبت من العامل يجيب أدواتها وأخدتها على اللجنة في تمام التاسعة والنصف إلا ثلاث دقائق والحمد لله حضرت الامتحان.. رحلتي مع الثانوية العامة كلها إثارة ولكن كنت مبسوط أوي والبنت لحقت الامتحان.. يوم مثير، اللهم اجعلنا سببًا في مساعدة الغير واسترها معانا جميعًا يا رب».