مع مزج الواقع بالخيال، فى ركنٍ هادئ، تجلس فتاة موهوبة محاطة بأغراضها الفنية، تحدث نفسها، قائلة: «أنا مش بالاقى نفسى غير فى الرسم.. هو بالنسبة لى زى فنجان القهوة قبل الشغل». مرام رمضان، 20 عاماً، بدأ شغفها بالرسم فى السادسة من عمرها، فسلكت طريق الإبداع فى سن مبكرة: «كنت بارسم عرايس لأصحابى فى الحضانة وأديها لهم هدية، وباحاول أرسم كل عروسة على شكل صاحبتها».
ابنة مدينة «شبين الكوم» التابعة لمحافظة المنوفية، تدرس التصميم الداخلى «الديكور» فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، اتخذت مجال الفن والرسم هواية بمحض إرادتها: «باعمل الحاجة اللى باحبها، ودايماً الحاجة المعمولة بحب بتطلع جميلة ومحبوكة أكتر».
وعن المنهج الذى تعتمده «مرام» فى الرسم، أضافت: «باتابع رسامين أجانب كتير، باتفرج على شغلهم وبالمس إحساس الرسام نفسه، وباجمع من كل واحد الحاجة اللى بتميزه، وأحاول أوفرها فى شخصيتى»، معتمدة فى ذلك على استخدام الالمائية والأكواريل والجواش.
«مش بافضل آخد كورسات، لأن كل رسام بيظهر الطابع الشخصى وإحساسه فى رسمته، مش باحب أتعلم على إيد حد، علشان ماخدش لمسته كخط سير ليا، بافضّل لمستى تبقى طاغية على شغلى»، قالتها «مرام»، مشيرة إلى أن فترة الامتحانات تجتذبها لممارسة هوايتها: «أكتر وقت باحب أرسم فيه، باحس بسلام داخلى وهدوء أعصاب».
وبسعادة غامرة تسترجع «مرام» بعض الذكريات: «كنت باحوش مصروفى، وأسافر أجيب ال اللى محتاجاها، لأنها مش متوفرة قريب منى فى المنوفية، أفتكر فى مرة حوشت 500 جنيه، سافرت ولفيت وأنا ماكنتش أعرف حاجة، لحد ما لقيت مكتبة فى وسط البلد، اشتريت منها كل أدواتى».
بخلاف الرسم، طموحات عدة تغازل مخيلة «مرام»: «نفسى أبقى فاشون ديزاينر كبيرة، بس الموضوع ده محتاج سبونسر ورأسمال وفريق عمل ومكان»، وتابعت: «من ضمن تطلعاتى كمان التصميم الداخلى والديكور، اللى هو مجال دراستى أصلاً».