| مرتبه 640 جنيها.. «إسلام» شاب كفيف يبحث عن شقة بالإسكان الاجتماعي: رفضوني

بخطوات حذرة ويدين تتحسسان الأشياء المحيطة لتحفظ معالم المكان، يغادر «إسلام» منزله مع صباح كل يوم، حاملًا هم التفكير في كسب قوت يومه، بين الحين والآخر تتعثر قدماه في مطبات صناعية عشوائية، ومخلفات ألقى بها أحدهم في وسط الشارع، بات طريق عمله رحلة تحدي يومية يتجلى فيها الخوف من أن يصطدم بشيء أو يقع منكفئًا على وجهه، بعد أن حرمه القدر من بصره، يواجه مخاوفه بعزيمة كلما تذكر المسؤولية التي تقع على عاتقه، ينفض غبار اليأس من على قلبه مستعينًا بالله على حمله فتنفك العُقد وتسكن روحه المضطربة من عثرات الطريق قليلًا.

يعمل بموجب توظيف الـ5% لذوي الإعاقة في أحد المصانع

منذ حصوله على ليسانس الآداب من جامعة بورسعيد، ظل حلم الالتحاق بوظيفة ثابتة يراود الشاب «إسلام خالد» ابن محافظة بورسعيد، خاصة مع ظروف إصابته بضمور في عصب العين حرمه من نور بصره منذ ميلاده، لم يجد أمامه فرصة تناسبه سوى الالتحاق بأحد مصانع الاستثمار بموجب قانون تشغيل الـ5% لذوي الإعاقة، وبراتب شهري قدره 640 جنيها فقط «اشتغل فراش وراضي بالمبلغ البسيط المهم يكون ليه مورد رزق ثابت»، إلا أن القدر لم يكتب له الراحة التامة وتعثرت قدميه من جديد بمجرد التفكير في امتلاك شقة تابعة لمشروعات الإسكان الاجتماعي، «مش قادر أزود دخلي بسبب ظروفي» يقول الشاب الكفيف في بداية حديثه لـ«».

مرتب شهري 640 جنيها فقط

راتبه الذي يحصل عليه شهريا لم يكف للتقديم على شقق الإسكان الاجتماعي، «رفضوه لأن مفردات مرتبه أقل من النسبة المحددة للتقديم في شقق الإسكان للشباب»، وطالما تجاوز عامه الخامس والعشرين يراوده حلم الاستقرار والزواج كباقي الشباب من عمره، «محتاج مكان بسيط عشان يستقر ويعيش حياة كريمة ويتجوز باللي ترضى بيه وتراعيه في ظروفه دي»، بحسب تعبير والده.

البحث عن شقة للزواج والاستقرار

لم يتوقف الأب عن المحاولة لمساعدة ابنه الأكبر الكفيف، فتقدم إلى المحافظة بطلب للحصول على مسكن إدراي تابع للمحافظة للزواج والاستقرار به دون تمليكه، «أنا ظروفي بسيطة مقدرش أجيب له شقة وقدمت طلب للمحافظة عشان تنظر ليه بعين الرحمة وتوفرله سكن بنظام حق الانتفاع»، وما كان من المحافظة إلا أن ردت على خطابه بانتظار التقديم في شقق الإسكان الاجتماعي للشباب على الرغم من إحاطتهم مسبقًا في نص الجواب المكتوب برفض الإسكان الاجتماعي بسبب راتبه الضعيف.

اختتم الأب حديثه بمناشدة محافظ بورسعيد والمسؤولين المعنيين بهذا الأمر، بمساعدة ابنه الكفيف على استكمال حياته «عشان يقدر يعيش حياة كريمة وأكون مطمن عليه»، بحسب تعبيره.