العزلة والمرض كانا أكثر ما عانى منه الدكتور والأديب مصطفى محمود، في أواخر أيامه، إذ أصابته أمراضًا كثيرة أبرزها « فقدان الذاكرة»، وكان يسكن بمفرده في شقته، وتزوره ابنته بين الحين والآخر لتلبية احتياجاته، واختار أن يتوارى عن العالم مجبورًا نظرًا لظروف مرضه، وفي ذكرى ميلاده نبرز رحلته مع مرض فقدان الذاكرة، وطريقته في التعامل مع الموت خلال حياته.
الموت في مخيلة مصطفى محمود دائمًا
كان الموت في ذهن الدكتور مصطفى محمود دائمًا لم يفارقه قِيد أنمله، للدرجة التي جعلته يُطلق اسم «التابوت» على غرفته القابعة أعلى الجامع الذي شَيّده، وعند بداية إصابته بمرض فقدان الذاكرة انتقل إلى شقته الكائنة أمام الجامع، لتسكن طليقته وابنته في نفس البناية، تباشر اهتمامها بوالدها بين الحين والآخر، نظرًا لأنه يكره أن يمكث معه أحد.
معاناة مصطفى محمود مع فقدان الذاكرة
تعرّض الأديب الراحل مصطفى محمود إلى نزيف في الجمجمة والجزء الخارجي منها عام 2003، ليكتشف إصابته بجلطة، خضع على إثرها إلى 3 عمليات جراحية، وحينها حمد الله أنّه لم يُصب بفقدان الذاكرة، ليتعرض بعدها للتدهور في ذكراته حتى أنّه لم يستطع أن يتذكر اسم ابنته، فلم يعد يذكرها إلا عندما تُعرفه عن نفسها مرارًا وتكرارًا، ليبدأ هو الآخر في تذكرها تدريجيًا، واستمر في العلاج حتى وافته المنية عام 2009.
كيف نحمي أنفسنا من فقدان الذاكرة؟
وجّه الدكتور مصطفى الفولي استشاري المخ والأعصاب في حديثه لـ«» بعض النصائح لتقوية الذاكرة حتى لا يُصاب الشخص به، تتمثل في الآتي:
– يمكن أن يحمي الفرد نفسه من الإصابة بمرض فقدان الذاكرة من خلال القراءة الكثيرة للكتب.
– شراء الألعاب الذهنية لإعمال العقل والتفكير المستمر مثل الشطرنج وغيرها.
– المواظبة على الرياضة.
– تناول الطعام الصحي.
– في حال ظهور أي أعراض مرتبطة بالذاكرة أو فقدانها، على الشخص أن يتوجه إلى الطبيب فورًا لتناول الأدوية المنشطة للذاكرة.