«لا أستطيع تذكر أي شيء» صارت شكوي شائعة هذه الأيام، ولكن ما لا يعلمه البعض أن السبب هو أن الإنسان صار يعتمد بشدة على الهواتف الذكية، فالتنبيهات والإشعارات التي لا تتوقف قد تمنع المرء من تكوين ذكريات جديدة.
استخدام الهاتف الذكي زاد بعد انتشار فيروس كورونا
وبحسب صحيفة الجارديان فإنه تزايد استخدام الهواتف الذكية منذ انتشار فيروس كورونا بشكل عام، خصوصا في الفترات الطويلة من التوتر والعزلة والإرهاق، وقد قامت الباحثة كاثرين لوفداي بإجراء ورقة بحثية عن الذاكرة، والتي كشفت عن نحو 80% ممن شملهم البحث أن قدرتهم على التذكر صارت أسوأ مما كانت عليه قبل الوباء.
وشرحت «لوفداي» أن الإنسان بسبب شعوره بالقلق بعد انتشار الجائحة صار يعتمد على وسائل الإلهاء وكان أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ما لم يكن متوقعا هو أن إشعارات الهاتف المحمول ومقاطعة الشخص لعمله أو لحديثه أو ما يقوم به بشكل عام لمتابعة تلك الإشعارات والتحقق من وجودها، تؤثر بشكل سلبي على ما يتذكره وكيف نتذكره.
فقدان الذاكرة الرقمي
وقال البروفيسور أوليفر هاردت الذي يدرس البيولوجيا العصبية للذاكرة والنسيان في جامعة ماكجيل في مونتريال، إنه بمجرد التوقف عن استخدام ذاكرتك سيزداد الأمر سوءا مما يجعل الإنسان يستخدم الأجهزة بشكل أكبر، وووصف «هاردت» تلك العملية بالمريحة ولكن الراحة لها ثمن، لأن ذلك مستقبلا سيقلل من القدرات الخاصة بالذاكرة وهو ما قد يطلق عليه «فقدان الذاكرة الرقمي».
واعتبر «هاردت» أن أول تأثير للهواتف الذكية فيما يخص فقدان الذاكرة هو ضعف الذاكرة المكانية، بسبب الاعتماد على قراءة الخرائط عبر الإنترنت، موضحًا أن الشخص كلما كان منخرطا في مهام ذهنية معقدة كلما قلت فرص فقدان الذاكرة وبالتالي انخفض نسبة الإصابة بالخرف:« استخدام الهواتف الذكية تؤثر على تجميع الذكريات أو نقلها للتخزين الطويل الأمد بدلا من القصير الأمد، فإذا تم تشتيت انتباه الإنسان في منتصف أي عملية قائمة على التذكر من خلال الإلهاء الذي تصنعه الإشعارات وقتها تفقد الذاكرة قدرتها تلقائيا، لذلك نطلب من الشخص الذي يذاكر الابتعاد عن الهاتف المحمول»