حياة سعيدة وأوضاع مستقرة هادئة، تغيرت فجأة لتتحول إلي كابوس لا يمكن لأحد تفسيره، بعدما أصاب نهال أحمد، ألم بالغ لا يشعر به سواها، بسبب مرض التصلب العصبي المتعدد والذي يعد من بين الأمراض النادرة والتي لا تظهر بالفحوصات الطبية، وهذا ما يجعل الكثيرون ينكرون وجوده، ولا يعترفون بما يعانيه المريض من الآلام، ما يزيد صعوبة التعامل مع المرض.
الحالة النفسية لمريض التصلب المتعدد
التعامل مع مرض التصلب العصبي المتعدد يحتاج إلي حالة نفسية جيدة، ولكن مع إنكار الجميع لوجود المرض يتحول إلي كابوس حقيقي في حياة المريض مثلما حدث في حالة «نهال»، من محافظة القاهرة، والتي تروي تفاصيل صادمة حدثت في بداية شعورها بأعراض المرض بشكل مفاجئ: «من فترة جالي ازدواجية في الرؤية من غير أي سبب، كنت نايمة طبيعية جدا، لكن صحيت لاقيت نفسي شايفه كل حاجه اتنين، روحت لدكتور قالي أنتي كويسة وكل الفحوصات سليمة ده أكيد وهم نفسي لكن انتي كل فحوصاتك سليمة».
عقب ذلك تغيرت كل الأمور بشكل جذري في حياة العشرينية والتي شعرت بأن هناك أمرا غريبا في جسدها لا علاقة له بالعامل النفسي كما يقول الجميع، خاصة أنها تشعر بألم شديد يصل في كثير من الأحيان إلي الشعور بـ«دوخة» شديدة: «بعد سنة من موضوع عنيا حسيت بعدها على طول بعدم اتزان وكنت طول الوقت دايخة ومش قادرة أقف من غير ما يكون حد ساندني ده غير الطنين اللي كان في ودني طول الوقت، ولما روحت لدكتور أنف وأذن قالي السمع عندك مفهوش أي حاجه».
صدمة الإصابة بالتصلب المتعدد
رحلة تشخيص المرض كانت قاسية علي الفتاة والتي لم تتوقع أنها مصابة بمرض نادر أعراضه خفية لا يمكن الاستدلال علي وجودها بالفحوصات الطبية نفسها: «روحت لدكتور مخ وأعصاب وكان شاكك إن فيه كهربا وبرضه قالي إن مفيش أي حاجه جسدي وإني كويسة، علشان كده مبقتش أروح لأي دكتور لما بكون تعبانه».
صدمة قوية تعرضت لها «نهال» بعدما علمت أنها تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد، وهنا قررت أن تتعامل مع المرض بشكل طبيعي، بتتناسي الآلام عبر تصميم الأزياء: «تفاصيل المرض صعبة وكان لازم أتعامل مع ظروفي الصحية دي، علشان كده قلت أشغل نفسي بحاجة بحبها وفعلا بدأت أتعلم تصميم الأزياء علي الرغم إني خريجة تجارة خارجية، ووصلت لدرجة عالية من الاحتراف وبقيت أعمل كل ملابسي من تصميمي».
كيفت «نهال» نفسها مع المرض، وحرصت على تعليم غيرها ممن أصابهم المرض كيف يواجهون هجمات المرض التي تتوقف: «بحاول بشكل الأشكال إني أوجه نصايح لغيري علشان يقدوروا يعدوا الأزمة بنجاح زي ما أنا عديتها وكمان تأقلمت معاهم».