يستيقظون مع أذان الفجر، يؤدون الصلاة ويخرجون من بيوتهم بهمة وسعادة، فرَحاً بموسم حصاد العنب، على الفور يستقلون الجرارات الزراعية للوصول إلى الأرض، لتبدأ مهمة جمع عناقيد العنب مع بزوغ ضوء النهار.
مشهد بديع، الثمار متدلية من الأشجار، والمزارعون والعمال منتشرون فى الأرض بنظام دقيق، الكل يعرف مهمته المحددة، 4 شباب لقص العناقيد من الأشجار ووضعها على الصوانى، و4 فتيات لحمل الصوانى للتاجر بالخارج، واثنان آخران لرصّ الأقفاص على عربات النقل وتزيينها، العنقود الأخضر فى الأرضية والأصفر على السطح فى عملية أنيقة، حتى لا يزيد الهالك من العنب.
وتستمر المهمة من 2 إلى 3 ساعات لجمع «النقلة»، التى تضم 1٫5 طن أو 2 طن تقريباً، وإذا جرى العمل بنظام وترتيب محكم، ينتهى المزارعون من الحصاد ويستعدون للعودة إلى منازلهم فى تمام الثامنة صباحاً، وهناك فترة أخرى تبدأ من الثانية ظهراً إلى ما قبل المغرب بساعة، للتوريد للتجار الذين يعملون فى المساء، حيث يرتبط جمع المحصول بالتوريد للأسواق.
إبراهيم أبوزيد، 43 عاماً، عمره من عمر أرضه، وُلد وعاش بها وارتبط بكل شىء فيها، ورغم دراسته فى معهد «خدمة اجتماعية» كان حريصاً على الاحتفاظ بوظيفته كمزارع، وبعد زواجه أصبحت زوجته تشاركه العمل فى الأرض، ويحكى أن موسم حصاد العنب فى محافظة الغربية يكون فى بداية شهر أغسطس، أما فى السنوات التى تشهد درجات حرارة مرتفعة، كما هو الحال هذا العام، فيبدأ من 20 يوليو.
وبالنسبة للعنب الصحراوى، تكون بداية الحصاد فى منتصف مايو، حيث يتم تصدير جزء منه والباقى يورَّد إلى السوق المحلية، وينتهى الموسم، بحسب «إبراهيم»، مع بداية أكتوبر، وتؤثر جودة الأرض فى ذلك، فذات الجودة المنخفضة تنتهى من محصولها مبكراً، أما الأرض مرتفعة الجودة فتحتفظ بالثمار حتى أكتوبر.
العنب فى الغربية 3 أنواع «بناتى وكينج روبى، وفليم»، والصنف الأول هو الأشهر فى الغربية، وفقاً لـ«إبراهيم»، وفى موسم الحصاد يخرج ما يقارب الـ200 طن يومياً من مركز «السنطة» فقط، وأشهر القرى فى ذلك «البندرة، القرشية، شنراق، بلاى، ميت يزيد»، وهى متخصصة فى العنب البناتى، بينما تشتهر «طوخ مزيد» بزراعة «كينج روبى»، ومساحات صغيرة فى قرية «ميت حواى» تزرع «فليم».
يحاول المزارعون الاستفادة من هالك العنب، فيوضح «إبراهيم» أن بعض الثمار المصابة يتم تنظيفها وتحويلها إلى زبيب، كما يُستغل «فرط العنب» السليم فى عمل المربى فى معظم بيوت المزارعين.
غش المبيدات هو أبرز المشكلات التى تواجه مزارعى العنب، فلا تقاوم الحشرات والآفات مثل «دودة ورق القطن، دودة ثمار العنب، البياض الدقيقى، العنكبوت الأحمر، حشرة ثربس.. وغيرها»، كما أشار «إبراهيم» إلى مشكلة أخرى يعانى منها فلاحون كثيرون فى مركز «السنطة»، ففى بعض السنوات يكون إنتاج العنب ضعيفاً للغاية، نتيجة الظروف الجوية وخلافه، وبالتالى يعجزون عن تسديد إيجارات الأراضى المرتفعة، ويتعرضون للمساءلة القانونية.
وفى مرحلة التسويق يعانى المزارعون أيضاً من تعنت بعض التجار، فإذا كان العنب غير نظيف أو معبأ بشكل معين، يقللون فى السعر، ما يُلحق الضرر بالمزارع.