لم تعد تقنية التعرف على الوجه بالشيء المستغرب، خاصة أنها أصبحت متاحة على مدار السنوات الماضية في العديد من الهواتف المحمولة، إلا أننا الآن أمام حالة مختلفة؛ إذ قررت مزرعة صينية استخدام هذه التقنية على الماعز، وليس البشر كما هو المتعارف عليه، في أمر يحدث لأول مرة.
التقنية ستكون متاحة العام المقبل
«هوانج تشن»، رئيس مجلس إدارة مزرعة «Vert City Farm» في شانغهاي، التي تستخدم هذه التقنية، أوضح أن أبحاث التطوير بدأت في عام 2019، ومن المتوقع أن تكون متاحة في العام المقبل، لافتا إلى أنها عبارة عن كاميرات أمنية مثبتة في المزرعة لمراقبة الحيوانات، بحسب صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» الصينية.
وصممت الكاميرات للتعرف على خصائص كل ماعز، بما في ذلك سلوكها وشكل الجسم وأنماط التمارين، فضلا عن القدرة على تمييزها عن بعضها من خلال سماتها، بالإضافة إلى معرفة الأمراض التي قد تصاب بها، من خلال مراقبة الأعراض الظاهرية مثل التهاب الفم والإسهال.
يقول تشن: «تستخدم الكاميرات الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة أجسام الماعز، وتنبه الأطباء البيطريين في حالة ارتفاع درجة حرارة الماعز فوق 40 درجة مئوية».
منع زواج الأقارب بين الماعز
ما ذكر سابقا يعد أمرا عاديا، لكن تهدف الكاميرات إلى شيء قد لا يتخيله البعض، يتمثل في منع زواج الأقارب بين الماعز؛ إذ أنه بستخدام نظام التعرف على الوجه يجرى تسجيل نشاط التكاثر، ومعرفة ما إذا كانت حاملًا أم لا، ومساعدة الأطباء البيطريين في الاستعداد.
ويتحدث «هوانج تشن»، عن ذلك، فيقول: «زرعت رقائق لحوالي 1000 من الماعز للسماح للذكاء الاصطناعي بالتعرف على سلوكها، واختبار نماذج التنبؤ الحاسوبية؛ إذ يجمع النظام البيانات، ويتحدد ما إذا كانت الماعز تعاني من أعراض الإسهال أو عندما تكون جاهزة للتكاثر بناءً على الصور ومقاطع الفيديو».
ويأمل «تشن» من تمكن التقنية الجديدة من وضع توقعات لوزن كل ماعز، بناءً على نظامها الغذائي ونموها، وأيضًا تقليل عدد العاملين؛ إذ يحتاج المديرون والأطباء البيطريين في المزرعة إلى إجراء دوريات عدة مرات يوميًا؛ لمراقبة صحة هذه الحيوانات، وباستخدام «التعرف على الوجه» يمكن لهم تلقي التحديثات على هواتفهم.