ربما ما يشغل بال الكثيرين حول العالم حاليا السبب وراء الانفجار الداخلي بغواصة «تيتان» التي أدت إلى وفاة 5 أشخاص، أثناء رحلتهم الاستكشافية إلى حطام سفينة تيتانيك، وهو ما دفع صحيفة بريطانية لإلقاء الضوء على رحلات شركة «أوشن جيت»، المشرفة على تلك الرحلات.
هل توقع البعض ما حدث مع تيتان؟
وبحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإنه بإلقاء نظرة فاحصة على رحلات «أوشن جيت» تكتشف أن مأساة «تيتان» كانت حادثًا ينتظر حدوثه، وذلك بسبب مجموعة من التوقعات التي سبق وتمت الإشارة إليها.
تلك الغواصة كانت تعمل في المياه الدولية فوق حطام تيتانيك على بعد 400 ميل قبالة سواحل كندا فقد تمكن رؤسائها المنشقون من الالتفاف حول لوائح الصناعة؛ فالسجلات السيئة تظهر أن الموظفين السابقين وقادة الصناعة ومستكشفي أعماق البحار حاولوا جميعًا إثارة مخاوف تتعلق بالسلامة منذ فترة طويلة تعود لعام 2018، لكن تم تجاهل التحذيرات من قبل رجل الأعمال ستوكتون راش، الذي لم يخف نفوره من بروتوكولات السلامة.
شكوك حول الغواصة
وفي وقت سابق، حذر ديفيد لوكريدج، المدير السابق للعمليات البحرية في «أوشن جيت»، من أن الركاب قد يتعرضون للخطر عندما تصل الغواصة «تيتان» إلى أعماق قصوى، زاعما أن كوة المركبة تم اعتمادها لتصل إلى أعماق تبلغ 4000 قدم فقط بينما تقع تيتانيك على ارتفاع يزيد عن 12500 قدم.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل أكد «لوكريدج» أن الشركة رفضت دفع ثمن كوة جديدة، بجانب قلقه وقتها من أن الشركة اعتمدت على المراقبة الصوتية الحساسة – أصوات فرقعة أو فرقعة يصدرها الهيكل تحت الضغط – لاكتشاف العيوب بدلاً من المسح.
وبسبب مخاوف «لوكريدج» التي أفصح عنها وقتها، تمت إقالته ورفعت دعوى قضائية عليه، متهمة إياه بخرق اتفاقية سرية، وبعد ذلك تمت تسوية الأمر بينهما.
وبدلاً من استخدام المعادن الصلبة – مثل الفولاذ أو التيتانيوم – التي تُستخدم تقليديًا في صنع هياكل للغواصات، اختارت الشركة مزيجًا من ألياف الكربون والتيتانيوم، وفي إطار ذلك يقال إن ألياف الكربون، ليست قوية مثل الفولاذ، لكن الرئيس التنفيذي قال إنه اختار هيكل من ألياف الكربون بسمك 5 بوصات لأنه كان أكثر فعالية من حيث التكلفة.
وحذر عدد من الخبراء أن هيكلا مصنوعا من ألياف الكربون والتيتانيوم سيمكن من التفكيك ودخول المياه المجهري، مما يؤدي إلى فشل تدريجي مع مرور الوقت.
وفي إطار أخطاء الغواصة، قال «هاردينج»، صديق ضحية تيتان، إنه سجل للانضمام إليه في الرحلة المشؤومة لكنه انسحب بعد أن اكتشف «جهاز التحكم بأسلوب ألعاب الكمبيوتر»، فيما أوضح ديفيد بوج، مراسل شبكة سي بي إس الذي ذهب إلى الغطس في تيتان إن بعض الكوابح المستخدمة للتحكم في الطفو كانت عبارة عن أنابيب بناء قديمة صدئة مثبتة على أرفف على الجانب.
كما تفتقر السفينة أيضًا إلى ميزات الطوارئ الأساسية، بما في ذلك منارة الموقع، بحسب «ديلي ميل».