كان يفترض أن تأخذ حياة «شادي الزريجي» شكلاً روتينياً كأي شاب تخرج في كلية التربية النوعية، وتفرغ للبحث عن وظيفة تناسبه، ولكن طموحه ورغبته في ممارسة ما تعلمه خلال الدراسة غيّر مجرى حياة الشاب العشريني، باتت غرفته ملاذه الوحيد بعد أن حوَّلها إلى ورشته الخاصة يقضي بها ساعات يومه ليخرج من تحت يديه منتجات من الجلد الطبيعي تنافس أي منتج شهير من حيث الجودة والشكل.
علاقة «شادي» بالجلد الطبيعي بدأت صدفة
علاقة «شادي» بالجلد الطبيعي بدأت صدفة، قبل سنوات قليلة حين التحق بكلية التربية النوعية، بموجب مجموع الثانوية العامة، وحسب روايته لـ«» اكتشف في نفسه حب الفن بعد سنوات الدراسة في الكلية وقرر حينها العمل في نفس مجاله دون انتظار الوظيفة المناسبة.
شتلات خيط وإبر وآلات قطع بأحجام متفاوتة وقطع من الجلد تملأ أركان غرفته، التي تحوي سريرا ودولابا خشبيا، الأدوات المبعثرة حفظ طريقها فلا يهتم بترتيبها يومًا، يستقيظ «شادي» من غَفوته فيتوجه نحو أدواته على الفور بعد أن حوّل غرفته إلى ورشة خاصة به، يبقى على هيئته ساعات طويلة لا يفصله سوى صوت رنة هاتفه حينا، أو صوت ضوضاء الشارع.
«الأوضة بتاعتي هي ورشتي وعالمي الخاص، دي اللي بيبدأ منها كل حاجة من أول رسم تصميم الشنط لحد التقطيع والتقفيل باستخدام أدوات بسيطة» هكذا وصف شادي طبيعة عمله من داخل ورشته الخاصة به في غرفته.
تنفيذ طلبات العملاء
يبدع الشاب العشريني في تصميم الشنط ومحفظة النقود من الجلد الطبيعي، بنفس جودة المنتجات ذات الماركات الشهيرة، «العميل بس بيطلب مني احتياجه من استخدام الشنطة وأنا ببدأ أحدد حجم ومساحة الشنطة» كما يبدع أيضا في تنفيذ أي شكل يطلبه منه الزبون «أوقات الزبون بيبعتلي صورة ويقولي عايز زيها وبعملها ليه»، بحسب تعبيره.
التسويق عبر الفيس بوك
استغل «شادي» مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمشروعه، دشن صفحة خاصة به ومنها بدأ إقبال الزبائن عليه، «الزبون بيشوف الشغل بيبدأ يطلب مني»، تختلف طريقة تسليم المنتج حسب رغبة الزبون، «في عميل بيحب يجي يستلم حاجته بنفسه عشان يراجع على الشغل وفي عميل بيطلب مني أوصلها مع شركة شحن والحمد لله زبايني جابوا أصحابهم ومعارفهم وشغلي بقى معروف»، بحسب قوله.
نصيحة يرددها «شادي» دائما كلما جاءته الفرصة، «أي شاب معاه حرفة في إيده يستغلها ويعمل بيها مشروع خاص بيه مش لازم يقعد يستنى الوظيفة»، معبرا عن فرحته الشديدة كلما رأي صدفة منتجاته في يد أحد الأشخاص، «بحس بفرحة إني قدرت أحول الجلد الخام لشنطة أو محفظة مستخدمة وفيها لمسة فنية».