| مشاهير الفن من زبائن «عم سمير»: «إن خلص الفول.. أنا مش مسؤول»

على الرغم من اقترابه من عامه الـ70 فإن سمير محمد، من منطقة الدرب الأحمر، ما زال يعمل حتى الآن، يستيقظ باكراً مع دقات الخامسة فجراً، ويبدأ فى تجهيز الفول وتسويته جيداً تمهيداً لنقله إلى شارع «الصنادقية» بمنطقة الحسين بعد أن يقوم العاملون بالمحل بتجهيز العربة التى تقف أمام المحل منذ ما يزيد على 60 عاماً، وورثها عن والده، الذى كان يعمل أيضاً فى إعداد الفول فقط، دون غيره من الأكلات، نظراً لرغبة الأسرة فى الحفاظ على المذاق الجيد.

سنوات الشقاء بدأت مبكراً منذ ما يزيد على خمسين عاماً، عندما كان يساعد الابن والده فى بيع الفول، حتى تعلم المهنة جيداً، ومن هنا بدأ التفكير فى اتخاذ تلك المهنة مصدراً للدخل الثابت له: «من صغرى شغال فى بيع الفول، وبحب المهنة جداً، ولأنى بعامل الناس كلها بمحبة، بقيت معروف فى الشارع كله ومحبوب من كل الأهالى، وده كان سبب فى ظهورى فى فيلم العار وعسل أسود وأفلام تانية مش مشهورة».

مشهد فى فيلم العار بطولة النجم الراحل نور الشريف كان سبباً فى شهرة «سمير»، حيث تم تصوير المشهد الأول فى الفيلم لديه بحسب ما يؤكده: «الفنان نور الشريف وحسين فهمى ومحمود عبدالعزيز، كانوا عندى على العربية بياكلوا هما التلاتة، ومن وقت ظهورى فى الفيلم ده وأنا بقيت مشهور ومعروف فى المنطقة كلها»، ويفتخر أيضاً أن الأديب الكبير نجيب محفوظ أكل من عنده «فول بقرش صاغ»، كما كان الفنان الراحل فريد شوقى يتردد عليه، وفقاً لروايته: «كان بيقعد بعيد عن المطعم، وأودى له الساندوتشات».

يجاهد «سمير» للحفاظ على ما تركه والده من سمعة طيبة ومن جودة فى مذاق الفول، الأكلة الشعبية الأقرب إلى قلوب المصريين: «والدى كان له نَفَس فى الأكل وماكانش بيعمل غير الفول، وكان الطعم بيعجب كل الناس، لأنه كان بيعمل له خلطة خاصة، وأنا ورثت مهنة الفول عنه، وحافظت على سر الخلطة بتاعته وقدرت فعلاً أحافظ على السمعة الطيبة، وده كان سبب ظهورى تانى فى فيلم عسل أسود، فى مشهد كان بيقول فيه الفنان أحمد حلمى إنه معلم البيت بعربية فول وكان بيتكلم عنى».