وجد نفسه وحيدًا لا يوجد لديه من يٍسأل عنه أو يهتم به، أصبحت أرصفة شوارع المحروسة بمثابة الأصدقاء الذين لم يمتكلهم من قبل ليؤنسوه في وحدته، يفكر كل يوم في وضعه متضرعًا إلى الله أن ينقذه من المصير المظلم الذي آل إليه حاله، إذ اعتاد «عم محمد» على العيش في الشارع بعد تعرضه لحادث أليم، ينتظر عطف المارة في صمت مخفيًا شعوره بالمرارة والعجز وضيق الحال.
بدأت حكاية محمد محمود البالغ من العمر 60 عامًا، سوداني الجنسية، منذ سنوات طويلة، إذ كان يقيم في مصر منذ فترة كبيرة، وتعرض لـ حادث مؤسف فقد على إثره القدرة على الحركة ليصبح عاجزًا لا يقوى على فعل أي شيء وينتظر عطف المرة بين الحين والآخر، كونه لا يمتلك مأوى ولا يجد لديه من يهتم به أو يرعاه خاصة بعد أن ازدادت حالته سوءًا.
الحالة الصحية للمشرد السوداني وقت إنقاذه
يروي محمود وحيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أن منظمة «كاريتاس» للاجئين تواصلت مع الدار من أجل استضافة «عم محمد» كونه مقيم بمصر منذ فترة طويلة ولا يوجد لديه أسرة أو أقارب يستطيع اللجوء إليهم، وحالته الصحية متأخرة وبحاجة إلى رعاية شاملة نفسية وجسدية: «منظمة اللاجئين تواصلت معانا، وإحنا اتحركنا فورًا، وعرفنا أنه ملهوش مأوى وعنده جلطة في المخ تسبب في شلل بالنصف الأيمن إلى جانب ضعف في النطق وارتفاع بضغط الدم والسكر».
«هو عنده كسور في القدم وجلطات في المخ نتيجة قعدته في الشارع لوحده مدة طويلة من غير رعاية».. يحكي «وحيد» في حديثه لـ«»، أنه تم توقيع الكشوفات الطبية الشاملة على المسن السوداني وحالته أفضل من السابق: «هو ملهوش أهل في مصر والمجتمع السوداني رافض يستقبله، وحالته الصحة محتاجة رعاية مكثفة، وهو سعيد بوجوده معانا وإن شاء الله هنفضل متابعين لحد ما يتعافى تمامًا».