سنوات الكفاح بدأت مبكرًا، عندما أراد عبد المنعم محسن، من أبناء محافظة القاهرة، تحسين دخله كي يتناسب مع متطلبات الحياة، في محاولة منه لتحقيق رغبات أبنائه، ومن هنا جاءت فكرة استخدام دراجته لتكون شريكًا أساسيًا له في رحلته اليومية على الطريق الدائري، يبيع عليها أرز باللبن، منذ ما يزيد عن 15 عامًا، دون أنّ ينقطع يومًا واحدًا عن زبائنه.
«عبد المنعم» 15 سنة كفاح على «عجلة»
تحدى «عبد المنعم» ذو الـ60 عامًا، الظروف المعيشية القاسية وكافح لكسب لقمة العيش، إذ يخرج دومًا من بيته وهو على يقين أنّ العون والمدد من الله سبحانه وتعالى: «بسترزق علشان أعيش بالحلال، بشقى وبتعب علشان عيالي يتربوا صح هما وأحفادي، عايز يبقى ليهم مستقبل، علشان كده ببيع رز باللبن في الشوارع، وراضي بالمكسب القليل لأنه حلال».
وعن سبب اختيار الطريق الدائري لترويج بضاعته، يقول الرجل الستيني، إنه يفضل البعد عن أماكن الزحام التي يجد فيها صعوبة في الترويج للحلوى، التي يحملها على دراجته الهوائية: «بقالي 15 سنة شغال على العجلة، مش بخاف من الحوادث اللي بتحصل، لأن كل اعتمادي على الله، وربنا حافظني وحافظ كمان العجلة من أي حوادث».
«عبد المنعم»: مراتي سبب نجاحي في الحياة
بعد أذان العصر، يبدأ «عبد المنعم» عمله، إذ يأتي إلى الطريق الدائري لبيع الأرز باللبن، ويظل حتى تنتهي الكمية التي تعدها له زوجته، ليعود بعد ذلك إلى منزله: «لو زبايني في مرة حد فيهم غاب أنا بسأل عليه، ونفس الموضوع معايا، ودي حاجة مفرحاني جدًا».
على الرغم من رفض أبناء الرجل الستيني، فكرة بيعه الأرز باللبن على الدراجة، بسبب سنه الكبير، إلا أنّ العمر لم يقف عائقًا أمام الرجل الذي تساعده زوجته في إعداد الأطباق وتقف إلى جواره: «معايا 4 عيال و4 أحفاد، وربنا كرمني وقدرت أقنعهم بالموضوع لأني حابب أشتغل لحد آخر نفس فيا، ومراتي هي سبب نجاحي وهي ست بـ100 راجل، صابره ومعايا وفي ضهري لحد دلوقتي، ولولا وجودها ماكنتش هقدر أبيع أو أشتغل، هي بتعمل الأكل وأنا بنزل أوزعه على الناس».