قطع أثرية متجاورة يحمل كل منها تاريخا طويلا وحكاية منذ آلاف السنين، يضمها المتحف القومي للحضارة بين أركانه، يأتي لزيارتها كل يوم العشرات من المواطنين يتعرفون على حضارة بلادهم القديمة، إلا أن تلك الزيارة يُحرم من متعتها الكثيرين من فاقدي البصر، كيف يمكنهم معرفة التاريخ دون رؤية الآثار؟.
ترجمة صوتية لتاريخ القطع الأثرية
من هنا انطلق ثماني طالبات من الفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الترجمة التخصصية باللغة الإسبانية، في تنفيذ مشروع تخرجهم الذي ترتكز فكرته الأساسية على مساعدة المكفوفين وضعاف البصر، للاستمتاع بالأماكن التاريخية والتعرف على تفاصيل الحضارة المصرية القديمة، من خلال عمل دليل صوتي تفصيلي عن تاريخ القطع الأثرية الموجودة في القاعة الرئيسية بالمتحف القومي للحضارة وقاعة النسيج، بحسب رواية زينة تامر، واحدة من الطالبات المشاركات في تنفيذ الفكرة.
الدليل الصوتي الذي أعدته طالبات قسم اللغة الإسبانية بآداب القاهرة، يشمل شرحا تاريخيا دقيقا لكل قطعة أثرية باللغة العربية، مترجما باللغات الإنجليزية والإسبانية أيضا، لزائري المتحف من ضعاف البصر من الجنسيات الأجنبية، «ترجمنا المحتوى بأكتر اللغات الأجنبية المنتشرة عشان نسهل على الأجانب من ضعاف البصر والمكفوفين معرفة التاريخ ونشجعهم يزوروا المتحف»، بحسب تعبير الطالبة زينة.
ترجمة محتويات المتحف بطريقة برايل
دراستهم لمادة لغة الإشارة وطريقة برايل، ساعدت الطالبات في إعداد المحتوى بعد تواصلهم مع إدارة المتحف القومي للحضارة، «اعتمدنا في الترجمة الصوتية على المعلومات المكتوبة تحت كل قطعة أثرية في المتحف»، مع وصف تفصيلي صوتي لشكل المومياء وها وذلك لأول مرة في مصر، كل ذلك تحت إشراف الدكتور محمود أنور، المشرف على مشروع التخرج.
إلى جانب الترجمة الصوتية لتاريخ القطع الأثرية، اهتمت طالبات مشروع التخرج الذي يحمل اسم «حضارة بلا حواجز»، بترجمة المعلومات الشاملة عن المتحف وأهم القطع الأثرية به بطريقة برايل، «الترجمة الصوتية وبرايل هتكون متاحة في متحف الحضارة من أول الصيف، بمجرد ما يتم مناقشة مشروع التخرج»، بحسب قول الطالبة زينة التي أكدت أنهم أرادوا بفكرتهم جذب السياحة الثقافية لمصر، وتسهيل السياحة على تلك الفئة تحديدا.
الطالبات القائمات على مشروع «حضارة بلا حواجز» هم ديانا أدهم وزينة تامر، وفرح نجيب وفاطمة خالد، ومايان أحمد ولارا عادل، وندى شريف وهنا عادل.