على أحد الأرصفة بجوار كلية التربية جامعة طنطا بالغربية، تجلس ولاء علي صاحبة الـ40 عامًا، على كرسي متحرك، تلتف بغطاء يحميها من برد الشتاء، وأمامها بضاعتها البسيطة، التي هي من صنع يديها، منتظرة أحد المارة ليشتري منها سلسلة ثمنها بعض الجنيهات البسيطة، من أجل مشاركة زوجها في تربية أطفالها الثلاثة، رغم معانتها منذ والدتها من شلل الأطفال، ولكنها ظلت عمرها كله تعمل في عدة أشياء متنوعة، لتعيش قصة عظيمة تستحق التكريم في اليوم العالمي للمرأة.
من الطبيعي أن يعيش الإنسان حياته محاربًا الظروف، ولكن ماذا لو أصبحت كلها تعيقه؟.. انتفضت «ولاء» لتزيل الأحمال التي عاشت بها، وتحمل «كوم اللحم» فوق رأسها، إذ تروي لـ«»، أنها وحيدة والديها، وولدت مصابة بشلل الأطفال، وعاشت ظروف مادية صعبة، تحاول العيش بكل الطرق، تخرجت في دبلوم التجارة عام 2000، أملاً أن تجد عملاً يناسب حالتها الصحية، فخرجت لبيع كروت الشحن في الشارع، بعد تخرجها: «اشتغلت في الوحدة الصحية بعد التخرج لمدة 6 سنين، وكنت بقبض 90 جنيه كل 55 يوم، لحد ما اتثبت هناك وبقيت باخد 485 كل شهر، ومضيت معاهم عقد سنوي بيتجدد تلقائي».
رحلة البحث عن عمل انتهت ببيع الاكسسوارات
بعد زواج «ولاء»، من شاب يعمل فرد أمن، وجدت أنها مطالبة بمصاريف عدة، فالمبلغ التي تتقاضيه من الوحدة الصحية بمدينة طنطا، لم يكفي حاجة بيتها، خاصة مع وجود حماتها المريضة، التي تحتاج مصاريف علاجية كثيرة، ومنذ 5 سنوات، قررت تدشين مشروعها الجديد: «دورت على شغل كتير بس مالقيتش حاجة تناسيبني، بس طول عمري مقتنعة إن طول ما أنا بسعى ربنا هيكرمني، والمبلغ اللي كنت بقبضه ماكنش بيكفي، وقررت أعمل مشروعي الجديد».
9 ساعات عمل يوميا على الرصيف
استخدمت «ولاء» الفيديوهات لتعلم الاكسسوارات، وتدريجيا أتقنت صنع الهدايا البسيطة والسلاسل، ولكنها تجهل الترويج لمنتجاتها عبر الإنترنت، فخرجت للشارع، حاملة بضاعتها كل يوم من الساعة 8 صباحا حتى 3 عصرًا: «كنت كل يوم بتفرج على فيديوهات عشان أتعلم، لحد ما اتعلمت كويس وخرجت للشارع أبيع، بس الشغل مش جايب همه، ساعات أبيع، وأوقات تانية الظروف مبتمشيش، لكن نفسي أتثبت في الوحدة الصحية والمرتب يبقى أحسن».