فرحة وابتسامة بريئة رسمت على وجوههم بعد خروجهم من المنزل، فهم يعشقون اللهو واللعب بشدة وبتلقائية الأطفال المعهودة، دون أن يدركوا أن فضولهم سينتهي بكارثة مأساوية.
عقب خروجهم من المدرسة، قرر أربعة أطفال تترواح أعمارهم بين التاسعة والحادية عشر عاما، البحث عن ماشيتهم المفقودة حتى هداهم تفكيرهم إلى البحث في إحدى الغابات القريبة، ليكونوا على موعد مع الموت بأبشع طريقة ممكنة وسط حزن وألم أهاليهم.
لم يدرك الأطفال الأربعة أن الغابة التي قرروا البحث فيها تقع بجوار محمية «نجورونجورو» للحياة البرية المشهورة عالميًا في تنزانيا، ليقعوا بين براثن وأنياب مجموعة من الأسود التي التهمت ثلاثة منهم بلا رحمة أو شفقة، ولم تترك منهم سوى الجماجم فقط، لتكون شاهدة على مشهد صادم ومروع للغاية، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وأوضح «جوستين ماسيجو»، قائد شرطة أروشا، أن الأطفال الأربعة، عادوا إلى المنزل من المدرسة يوم الاثنين الماضي، وذهبوا إلى غابة بالقرب من منطقة «جورونجورو» المحمية للبحث عن الحيوانات المفقودة، عندما هاجمتهم مجموعة من الأسود افترستهم ولم تترك من العظام سوى الجماجم التي قادت رجال الشرطة لاكتشاف الجريمة البشعة، ليبلغوا أهالي الأطفال، بينما أصيب الرابع بإصابات طفيفة ويعالج في المستشفى حاليا.
وتعد محمية «نجورونجورو» في شمال تنزانيا، موقع تراث عالمي وموطنا للحياة البرية بما في ذلك القطط الكبيرة مثل الأسود والفهود والنمور، وينصح دائما بالابتعاد عنها ما لم يكن حراس أو كبار مؤهلون للتعامل مع الحيوانات الشرسة في المكان وخاصة للأطفال.
وأصدر قائد الشرطة بيانا عقب الحادث قال فيه «أود أن أحث المجتمعات البدوية حول المناطق المحجوزة على اتخاذ الاحتياطات ضد الحيوانات الشرسة، خاصة عندما يكلفون أطفالهم برعاية الماشية للمساعدة على الحفاظ على حياتهم ورعايتهم».
وتابع: «تسمح تنزانيا لبعض المجتمعات مثل الماساي، الذين يرعون مواشيهم جنبًا إلى جنب مع الحيوانات البرية، بالعيش داخل المتنزهات ية، ومع ذلك، فإنها غالبًا ما تتعارض مع الحيوانات مثل الأسود والفيلة التي يمكنها مهاجمة الناس والماشية وتدمير المحاصيل».