فيديو مُبكٍ تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم الشخصية خلال الأيام الماضية، تظهر فيه والدة الأشقاء الثلاثة المتوفين بالمنزلة، وهي في حالة يُرثى لها أثناء دخولها المسجد وقت صلاة الجنازة على أبنائها الثلاثة الذين أصبحوا في غمضة عين جثثا هامدة أمامها.
الأم أصابتها الصدمة وبدت غير مصدقة لرحيل أبنائها الثلاثة
وظهرت الأم، في مقطع الفيديو، وهي تجر أقدامها الثقيلة وتدخل إلى المسجد، متكئة على بعض السيدات بعد أن أنهك الحزن قواها، وراحت بقلب مكلوم وأطراف مرتعشة تقترب من النعوش الثلاثة، حيث يرقد أبناؤها تلقي على كل منهم النظرة الأخيرة، رافضة أن تصدق بأنهم أصبحوا في تعداد الموتى ولن تراهم ثانية.
ورغم محاولة السيدات منعها، ظلت الأم تتنقل بين أبنائها وهي تردد بصوت عالٍ حمل ما في قلبها من حسرة وصدمة «الله أكبر.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله»، ولم تتمالك نفسها حينما ألقت النظرة الأخيرة على الابن الثالث، وسريعًا راح عقلها يتذكر حديث أبنائها معها ويداهم التي كثيرًا ما ربتت على كتفها، وبات عقلها يتساءل «أمات أبنائي؟»، «ألن يتحدثوا معي مرة أخرى؟»، «ألن أسمع صوتهم وأرى ضحكتهم مجددًا؟»، ولم يتحمل قلبها عنف الأسئلة فخرج منها صراخ شديد مزق قلوب الحاضرين وتردد صداه في ساحة المسجد وتبعته نوبات من لطم الخدود والوجه أبكت جميع المصلين.
تعاطف رواد «السوشيال ميديا» مع الأم
وتبادل رواد «السوشيال ميديا» مقطع الفيديو عبر صفحاتهم الشخصية، متعاطفين مع حالة الأم، طالبين لأبنائها الرحمة والمغفرة ولقلبها الصبر والسكينة وأن يعينها الله على ما ابتلاها به.
وفاة ثلاثة أشقاء بالمنزلة
وتوفيَّ الأشقاء الثلاثة إبراهيم ومحمد وعصام إبراهيم رشاد سليمان، من أبناء قرية نبالي مركز المنزلة محافظة الدقهلية، يوم الأربعاء الماضي، أثناء عودتهم من العمل، في حادث وقع بعد اصطدام دراجتهم البخارية بسيارة نقل ثقيل على الطريق، ما أدى إلى سقوط الدراجة على الطريق ووفاة الأشقاء الثلاثة، كما أُصيب ابن عمهم بإصابات بالغة تم على إثرها نقله إلى مستشفى المنزلة العام بالدقهلية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات، ويخيِّم الحزن على القرية بالكامل وهي تشيع جنازة 4 من أبنائها، وتطلق عليهم «شهداء لقمة العيش».