| مصري يبتكر موسيقى لتشخيص الأمراض النفسية والعقلية: بعالج سبب المرض

«الموسيقى النفسية الواقعية»، مجموعة من المقاطع الموسيقية ألفها معالج نفسي مصري، على مدار 24 سنة، بعدما دمج 3 أفرع علمية معا، الطب وعلم النفس والموسيقى، وجعلها نوعا خاصا بعلاج وتشخيص الأمراض النفسية بطريقة فريدة ودقيقة جدا.

«العلاج بالموسيقى المعروف حاجة، واللي أنا بعمله حاجة تانية خالص، أنا بشخص الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات الشخصية من خلال مقاطع موسيقية خاصة، أنا اللي مألفها، وبناء على هذا التشخيص بعالج الحالات»، هكذا بدأ الدكتور خالد سلام حديثه لـ«» عن أسلوبة الخاص في العلاج النفسي.

دمج الدكتور خالد سلام، المعالج النفساني البالغ من العمر 45 سنة، 3 مجالات مختلفة معا، العلوم النفسية والعلوم الطبية والموسيقى، وطوعهم معا ليستنبط تقنية تساعده في تشخيص الأمراض النفسية، ويقول عن بداياته «بدايتي مع الموسيقى كانت سنة 1989، واحترفت العزف على آلة اسمها الجيتار البيس (Bass Guitar) سنة 1994، وبعدها بسنة بدأت أدرس العلوم النفسية والإنسانية، وسنة 1997 بدأت دراسة العلوم الطبية».

الطب وعلم النفس والموسيقى اندمجوا معا على يد «خالد»، والناتج هو «الموسيقى النفسية الواقعية المبنية على آلة جيتار البيس فقط»، الذي تحول على يديه إلى آلة رئيسية وليست آلة مكملة أو فرعية كما هو معروف عنها، وأحيانا يضيف جيتارا كهربيا، ومنذ 1997 يؤلف «سلام» مقطوعات موسيقية بهدف تشخيص الأمراض النفسية، حتى صار يمتلك عشرات المقطوعات التي تساعده في عمله.

 

يحاول «خالد»، على حد وصفه، أن يصل لخبايا الشخص الداخلية بطريقة غير مباشرة من خلال موسيقاه: «على أساس دا ببتدي أشخص حالته تشخيص دقيق جدا، وأنا الوحيد على مستوى العالم اللي بشتغل بالطريقة دي، ومحقق نتايج كويسة جدا لغاية دلوقتي».

آلية عمل الموسيقى النفسية الواقعية

أما آلية عمل «خالد» بمقاطعه الموسيقية، يحكي عنها فيقول «بطلب من المريض يسمع مقطوعة من مقطوعاتي، بيحط السماعات في ودانه، وبعدين يرجعلي، أبدأ أتكلم معاه، وأي كان اللي بيقوله بيكون له ترجمة عندي، بعدها بعمل تحليل نفسي لكلامه بعد سماع الموسيقى، ومن خلال كدا بحط التشخيص الدقيق للمرضى، على أسس علمية دقيقة».

بناء على التشخيص الذي يصل إليه الدكتور «سلام»، بعد تحليل حديث المريض عقب سماعه الموسيقى الخاصة، يبدأ في وضع خطة للعلاج المناسب لحالته بطريقة طبيعية جدا، على حسب كل مرض: «أحيانا بيبقى فيه نوع من اللخبطة في التشخيص، ودا ممكن يعمل كوارث، يعني لو شخصت غلط هدي علاج غلط، وساعتها ممكن أصلا حاجات أخطر من اللي موجودة تحصل».

 

الفرق بين موسيقى «خالد سلام» والعلاج المعروف

موسيقى «خالد سلام» ليست تجارية، إنما خاصة بالطب النفسي فقط، والفرق بينها وبين العلاج بالموسيقى المعروف، أن العلاج المعروف يعتمد على الإيحاء فقط، ولكنه لا يقطع جذور المرض، أما طريقته وموسيقاه تقوم على بتر جذر المرض «أنا مش بعالج الأعراض، زي الدكاترة اللي بيدوا أدوية، ومجرد ما يوقف الأدوية المريض ينتكس، لأنه معالجش السبب الرئيسي، لكن أنا بعالج السبب الرئيسي، أنا تقاريري بتقول مثلا إن مريض معين مصاب بالفصام مثلا، وهذا الفصام ناتج عن كذا، اللي نتج عنه دا بقى أنا بعالجه بحيث ما يحصلوش المرض دا تاني».

دور المقطوعات الموسيقية لا ينتهي عند مجرد التشخيص، ولكنه يساعد الدكتور خالد سلام، في إثبات أن تشخيصه صحيح، وأن العلاج يؤتي ثمارا أيضا: «بعد التشخيص، بتختلف مدة العلاج من مريض لمريض، العقلي غير النفسي، المريض العقلي كل مرة بقعد معاه بسمعه مقطع مختلف عشان أعرف وصلنا لفين، ودا اسمه العلاج الإدراكي، أما المريض النفسي بسمعه مقطوعة أول مرة بس، وبعدها بمدة بديله مقطع تاني عشان أعرف وصلنا لفين».