أجبرتهم الحاجة إلى العمل بين النيران والدخان، فيبدأ يومهم بالصعود عدة كيلومترات للوصول إلى قمة جبل بركاني، يقضون ساعات طويلة داخل فوهة البركان لاستخراج المواد المعدنية لجلب عدة دولارات في نهاية اليوم، كل ذلك استطاع مازن ريان الشاب المصري، أن يوثقه عبر عدسة كاميراته بالفيديو، من داخل موقع بإندونيسيا.
مازن ريان محب للسفر والترحال، بدأت رحلاته خارج مصر بعد انتهائه من السنة الأولى بكلية الآثار، فقرر أن تكون وجهته إلى روسيا، فتنقل بين العديد من مدنها، وتعرف على الكثير من معالمها، حتى تخرج في الكلية، ليقرر خلال الأيام الأخيرة خوض مغامرة خطرة، وهي الاتجاه لإندونيسيا لتوثيق ما يقوم به العمال هناك عند قمة بركان «إيجين» الذي ينفث الحمم البركانية ذات المنظر الخلاب والمرعب في ذات الوقت.
أخطر مهنة بالعالم
«لما وصلت ماليزيا تعرفت على شخص إندونيسي هناك قالي علي فكرة مجنونة وخطيرة بنفس الوقت وهي إن فيه مهنة تعتبر من أخطر واصعب المهن في العالم في مدينة جاوا بإندونيسيا وبيشتغلوا داخل البركان الناشط، بعديها رتبت مع شخص شغال هناك، وحجزت الطيران وسافرت مباشرةً تجاه البركان»، عندما وصل إلى ساحة البركان النشط، أخذ في تسلقه بصحبة العامل، فصعدًا نحو 3.7 كيلومتر على ظهر البركان، ثم أخذا في النزول إليه من فوهته، ليروا عجيب ما يتميز به من بحيرات كبريتية تعطي لونًا أزرقًا جذابًا، وما به من معادن نفيسة.
بحيرات الكبريت الملتهبة
لكن بجانب هذا المنظر البديع الذي يتمتع به البركان، هناك الجانب السيء منه: «البركان بيخرج دخان بكثافة مش زي أي دخان شوفته قبل كدة، ودا سبب من الأسباب اللي بيخلي كل العاملين في البركان نسبة أعمارهم لا تتعدى 50 سنة، غير بحيرة الكبريت القريبة اللي لو قربت عليها ممكن تفقد أسنانك».
لم تكن تلك المخاطرة من الشاب المصري، إلا بدافع حب الاستطلاع والتعرف على ما يحيط بالعالم من غرائب وعجائب: «سافرت أكتر من 5 دول ولسه بسافر عشان أشوف أكتر وأروي للناس قصص مختلفة حول العالم، وبحاول أخلي وجهتي الجاية ناحية دولة فلسطين الشقيقة».