| «مصر الحلوة».. «حسام» حوَّل قبة الكومي من مقلب مخلفات لمعلم تراثي

بأيدي شباب غايته إعادة روح الجمال والنظافة للتراث الإسلامي القديم، تحولت إحدى القباب الأثرية في القاهرة من مقلب للقمامة التي كانت تتكون داخلها طبقات بعضها فوق بعض، حتى بلغت ثلث القبة، إلى مكان حضاري تحيط به الأشجار من كل مكان.

قبة الكومي، هي قبة ترجع إلى العصر العثماني، أنشأها محمد أغا بن عبد الله أغا في القرن الـ10 هجريا، وتقع في شارع سكة الكومي، بمنطقة القلعة، بحي الخليفة بمدينة القاهرة، رآها حسام عبدالعظيم مؤسس مبادرة «شواهد مصر»، التي تهدف إلى تنظيف الآثار المصرية الإسلامية القديمة، ممتلئة بطبقات القمامة التي تراكمت داخلها عبر السنين الطوال، فقرر بمساعدة فريق مبادرته أن ينظفها ويعيدها إلى حالتها الأولى.

تنظيف قبة الكومي

يروي «حسام» لـ«»، أنه من منطلق مبادرته الشبابية، أراد أن يعمل في تنظيف قبة الكومي، «لقينا إن القبة واقعة في وسط مباني وبقالها حوالي 40 سنة، بدأ يترمي فيها زبالة وأصبحت مقلب للمخلفات اللي بتقع، ولما حصلت عملية المعاينة قررنا إن ندخل القبة ننضفها من الداخل»، وكان قبل أن يبدأ في العمل أخذ موافقة من وزارة السياحة والآثار؛ لتعطي له تصريحًا بالعمل فيها، «بسبب كترة الزبالة عملنا منحدر نشيلها من خلاله».

11 فردا عملوا لمدة 6 أيام

6 أيام استغرقتها القبة من أجل تنظيفها، بسبب ما بها من مخلفات متراكمة عبر الزمان، «كنا 11 فرد وقعدنا 6 أيام نبدأ كل يوم من الساعة 9 صباحًا لحد الساعة 5 المغرب»، ومما أسفر عن هذا العمل الشاق أن تم فتح باب الدخول الرئيسي المدفون تحت المخلفات، «وعملنا منحدر موازي لجدار المدخل على عمق 2 متر عشان يبقى سهل زيارة القبة من الداخل»، وذلك بهدف تيسير استدامة النظافة والصيانة داخل القبة.

هذا غير التنظيف الداخلي للقبة بالكامل من إزالة للردم، والمخلفات والكشف لأول مرة منذ عقود عن الأرضية الأثرية للقبة «التبليطة الحجرية» وتنظيف بقايا التركيبة الموجودة فوق قبر صاحب القبة مما تراكم فوقها من مخلفات.

مبادرة شواهد مصر

بدأت فكرة تنظيف الآثار الإسلامية القديمة من حوالي سنتين بالصدفة، «كان فيه قبة من العصر الفاطمي موجودة في منطقة الإمام الشافعي كان فيها زبالة كتيرة، وقررت مع عدد من زملائي إننا ننضفها»، تواصل الفريق قبل أن يبدأ أولى مبادراته مع قطاع الآثار الإسلامي في وزارة الآثار، من أجل الموافقة على العمل داخل القبة، ومن يومها أصبح هناك تعاون بينهم وبين الوزارة، وبعد النجاح في أولى أعمالهم، قرروا تدشين مبادرة «سيرة القاهرة» عام 2020 وحصلوا على الموافقة اللازمة من وزارة الآثار، واستطاعوا تنظيف 5 آثار من 4 عصور مختلفة، في خلال شهرين فقط، ثم توقفت المبادرة لعام ونصف تقريبًا.

بعد توقف «سيرة القاهرة» قرر «حسام» العودة إلى العمل من جديد بمبادرة جديدة أسماها «شواهد مصر» لاستئناف عملهم بالتعوان مع وزارة الآثار، «أخدنا موافقة الدكتور مصطفى وزير أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وكان بينا تعاون مثمر»، وبدأ بعد ذلك عملهم بالمبادرة الجديدة، «اشتغلنا أول حاجة يوم 14 مايو بعد العيد، ونضفنا أثرين في يوم واحد، وكنا 12 متطوعا، ويوم السبت 4 يونيو اشتغلنا في سبيل وقبة الأمير عمر أغا»، وأسفرت مجهوداتهم كلها عن تنظيف 5 معالم أثرية إسلامية بالقاهرة، ولا يزالون يعملون ضمن مشروعهم الخيري لتنظيف المزيد.