| «مصر متعددة الثقافات».. مبادرة «هشام» لتوعية المصريين باختلاف أنماط الحياة بين المدن والقبائل

في أسرة متنوعة الثقافات نشأ الشاب الثلاثيني هشام عواض، ما جعله يهتم منذ صغره بالقراءة عن الجاليات والأقليات المختلفة التي تعيش في مصر، ويندهش من احتواء مصر على العديد من العادات واللهجات المختلفة، ليقرر تأسيس مبادرة توعوية حول الثفاقات المختلفة لمحافظات ومدن مصر تحت مسمى «مصر متعددة الثقافات».

«اتولدت لأب نوبي وأم صعيدية» بتلك الكلمات بدأ هشام حديثه مع «»، موضحا أنه عاش حالة الاختلاف الثقافي منذ  طفولته، إذ تنوعت مائدة الطعام ما بين الأكلات الصعيدية مثل العيش الشمسي والويكا، والأكلات النوبية كالإتر والكابد، كما استمعت أذناه إلى مزيج من الأغاني الصعيدي والفلكلور النوبي، بما دفعه للتساؤل حول لون بشرته السمراء، وطبيعة حياته المختلفة عن أصدقائه في المدرسة.

رحلة البحث والاطلاع حول التنوع الثقافي

بعد تخرج هشام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، عمل صحفيا في إحدى المؤسسات، وبدأ رحلة طويلة من البحث والاطلاع حول ثقافات محافظات مصر المختلفة، كما تجول في عدد من المدن في سيناء والصعيد والوجه البحري، والتي سمحت له الاحتكاك بأهل البلد عن قرب، وخاصة كبار السن الذين اعتبرهم كنز معلومات متنقل حسب وصفه، حتى قرر أن يؤسس مبادرته «مصر متعددة الثقافات» من حوالي 7 سنوات بإنشاء صفحة على «فيسبوك».

اهتم «هشام» في البداية بتقديم محتوى تعريفي حول عادات النوبة وقبائل سيناء ثم انطلق بمعلوماته لجميع أنحاء مصر: «فيه ناس كتير مكنتش تعرف عن النوبة غير البيوت الملونة وبكار ومحمد منير»، ولذلك عرف متابعيه بأكلات النوبة وعطورها الخاصة وعادات الأفراح، والتي يتضح أبرزها في وضع العريس الحنة في يديه وقدميه مثل العروس.  

اختلاف الاحتفال بعاشوراء بين المدن

من الأمور التي تفاعل معها متابعو المبادرة على «فيسبوك» مؤخرًا، هو اختلاف الاحتفال بذكرى عاشوراء بين المدن، إذ بيّن أن النوبيين يعدون أكلة تسمى هريدة أو مجلي، والتي تسمى عاشوراء النوبة، وهي مختلفة عن عاشوراء القمح المتعارف عليها في القاهرة، بينما يحتفل أهل سيوة بذكرى عاشوراء بإعداد الكسكسي واللحم، كما يحتفل الأطفال بالتجول بسعف النخيل وربط الحلويات بين أوراقه: «كل منطقة ليها ثقافة مختلفة للاحتفال»، وفقًا لحديثه.

اختلاف طرق المديح والابتهالات الدينية

«حتى الرقص الصوفي المرتبط بمعتقد ديني واحد بيختلف باختلاف المكان»، إذ حرص ضمن منشوراته أن يوضح اختلاف الابتهالات والمديح النبوي الذي يتم عرضه ضمن رقصات الصوفيين، والتي يؤديها أهل النوبة بالطريقة الميرغنية الختمية، وتكون أقرب للأداء الغنائي، بينما يؤديها أهل سيوة بالطريقة الشاذلية باستخدام الدف: «بحرص أنقل معلوماتي من المصادر الرسمية زي وزارة الثقافة.. وعن طريق الاختلاط بأهل البلد نفسهم».

إلقاؤه عدد من المحاضرات حول التنوع الثقافي

نجح هشام أن يخرج بمبادرته من نطاق السوشيال ميديا لأرض الواقع، من خلال إلقاء محاضرات عن التراث في أماكن مختلفة مثل مؤسسة سلطان للتنمية الثقافية ومؤسسة اتجاه ومؤسسة سفرني لتحقيق هدفه التوعوي وإرساء قواعد احترام الأفراد للثقافات المختلفة في مصر، بالإضافة إلى مشاركته في مؤتمر الشباب الدولي الأول للتراث في يوليو الماضي كباحث في التراث والفلكلور المصري.

ويخطط هشام في المرحلة المُقبلة أن يؤسس قناته الخاصة على موقع «يويتوب» لعرض محتوى مرئي مميز حول التنوع الثقافي في مصر: «الاختلافات إللي ليها علاقة بالموسيقى والفنون لازم تكون بصرية علشان الناس تستوعبها أفضل».