«بجنيه المنديل» تتردد على أسماع مستقلي قطار الزقازيق المتجه إلى القاهرة من الدرجة الثانية، وعند النظر لقائل تلك الجملة تجد شابا ثلاثينيا يعاني من إعاقة بصرية يسير داخل القطار متحسسًا الزحام أمامه، يصطدم بأحد المقاعد أحيانًا، وفي نهاية عربة من القطار يكاد يسقط من الباب أحيانًا، ولكن لم يمنعه ذلك من طلب الرزق.
500 جنيه شهريا أجرة عمل الشاب في مصنع بسكوت
اتجه مصطفى خالد، 30 عامًا، إلى بيع المناديل داخل عربات القطار لكي يتمكن من توفير احتياجاته هو وزوجته، بعد رحلة كبيرة من المعاناة في البحث عن فرصة عمل، تمكنه من تلبية مطالب بيته، خاصة في ظروف إعاقته البصرية، إذ أن المبلغ الذي يتقاضاه من عمله بإحدى شركات تصنيع علب البسكوت لا يتجاوز الـ500 جنيه شهريا، ولا يعينه حتى على سداد فواتير الكهرباء والماء.
في البداية حاول «مصطفى» بعد حصوله على درجة الليسانس، من كلية الآداب بجامعة الزقازيق، البحث عن فرصة عمل تناسب شهادته والدرجة العلمية التي وصل إليها، ولكنه لم يجد أي فرص، فتوجه للعمل بالقطاع الخاص، وعلى الرغم من إعاقته بدأ العمل بمطبعة إعلانات، إلا أن العمل بها كان غير منتظم والأجر قليل.
واستمر الحال مع الشاب الكفيف في البحث حتى حصل على فرصة عمل بشركة لتصنيع علب السكوت والحلوى، على الرغم من راتبه الذي لا يمكِّنه من دفع الفواتير المنزلية، حسبما ذكر في حديثه مع «».
إعاقة «مصطفى» لم تمنعه من العمل
بدأ «مصطفى» في التوجه للقطار حاملا على ذراعه، البضائع الخفيفة كالمناديل والكمامات والأدوات المكتبية الصغيرة لبيعها داخل القطار، وكسب الجنيهات التي تساعده في أحوال المعيشة، على الرغم من حجم المعاناة الكبيرة التي يواجها داخل عرباته من التخبط في المقاعد على يمين ويسار الممر، والتصادم ببعض مقتنيات الركاب، حتى أنه واجه الموت مرة حين سقط من القطار على شريط القضبان، ولكن لحسن حظه أن القطار كان متوقفًا ولا يوجد آخر مقابل له.
ويأمل «مصطفى» في الحصول على فرصة عمل مناسبة، خاصة وأنه يعاني داخل القطار بسبب الإعاقة، لافتًا إلى أنه لا يحتاج لمساعدة أو تعاطف من أحد، ولكنه يرغب فقط في الحصول على وظيفة يكسب منها قوت يومه.