الدكتور مصطفى إسماعيل والبطلة الأولمبية فريال أشرف
في ليلة انطلاق منافسات بارالمبياد طوكيو 2020، والتي يتوقع أن يحقق خلالها أفراد البعثة المصرية عددا من الميداليات، على غرار الذهبية والفضية والـ4 برونزيات والعدد ليس بالقليل من المراكز المشرفة، حصيلة ما استطاعت تحقيقه البعثة المصرية بأولمبياد طوكيو 2020، والتي انقضت منافساتها قبل أيام.
لم يكن أبطال مصر الأولمبيين وحدهم وراء هذا الإنجاز الذي جعل من الدورة الأولمبية السابقة أكثر الدورات التي حققت خلالها مصر ميداليات أولمبية، بل جيش كبير من الفنيين والخبراء والمخططين، بينهم الدكتور مصطفى حسن إسماعيل، المسؤول عن برامج التغذية الخاصة باللاعبة الكاراتيه فريال أشرف المتوجة بذهبية، ولاعبة الكاراتيه جيانا فاروق المتوجة ببرونزية، ولاعب المصارعة محمد إبراهيم كيشو المتوج ببرونزية.
الدكتور مصطفى إسماعيل حسن، خريج كلية الصيدلة جامعة القاهرة، يبلغ من العمر 27 عاما، ويعد أصغر طبيب تغذية شارك بأولمبياد طوكيو الأخيرة، ويعيش بمحافظة الجيزة، وبدأ مسيرته مع عالم التغذية الرياضية بالصدفة البحتة، بعد أن خاض العديد من التجارب للعمل بكل مجالات الصيدلة المعتادة، لكنه لم يشعر خلال عمله بأي مجال من هؤلاء براحة نفسية تجعله متحمس وشغوف بشكل دائم للإبداع فيه، حسبما يوضح دكتور التغذية.
يقول «مصطفى» في حديثه مع «»: «كنت بلعب رياضة وبحبها، وعرفت بعدها مجال التغذية الرياضية بالصدفة البحتة، وكان تدابير ربنا ليا إني أربط حاجة بحبها بدراستي، وفاكر اللحظة دي لحد دلوقتي، لأنها كانت نقطة تحول في حياتي، بحمد ربنا عليها لحد دلوقتي».
ويوضح طبيب التغذية أن الأمر بدأ بحضوره لأحد المؤتمرات التي تناولت عدد ليس بالقليل من الموضوعات المختلفة وكان يتخلله محاضرة عن مجال التغذية بصفة عامة وأنواعها والتي من بينها التغذية الرياضية، التي جذبت اهتمامه بشكل كبير، لدرجة جعتله يبحث في هذا المجال بالأخص ويخضع لعدد من الدورات التدريبية والمعلوماتية به، مضيفا: «حبيت أخصص نفسي على أد ما أقدر في المجال ده وتوسعت فيه بكتب وكورسات صغيرة ودبلومات».
عمل بأجر زهيد
ولم ينتظر طالب كلية الصيدلة حينها التخرج من جامعة القاهرة، حتى يبدأ العمل بمجال التغذية الرياضية، بل حرص على العمل مبكرا.
يتابع «مصطفى»: «اشتغلت في المجال وأنا طالب في آخر سنتين ليا في الكلية، صحيح كنت شغال على خفيف خالص، بس كنت بركز فقط على الشغل مع لاعبين من رياضات مختلفة، حتى لو بمبلغ زهيد جدا أو بشكل مجاني تماما، في سبيل تحقيق الخبرة والتعلم الكافي».
ظل طبيب التغذية على هذا المنوال، حتى وضع الله سبحانه وتعالى في طريقه العديد من خبراء المجال الذين ساعدوه في بداية عمله مع عدد من الناشئين والناشئات برياضات مختلفة، حتى وجد نفسه يحصد نتيجة ما قدمه في بداية مشواره وينال ثقة الكثير من لاعبي ولاعبات الدرجة الأولى برياضات مختلفة ويطلبون منه العمل كعضو ضمن فريقهم المسؤول عن إعدادهم وتجهيزهم لبطولات الكبرى.
وينبه «مصطفى»: «طبعا ده محصلش ما بين يوم وليلة، الكلام ده حصل على مدار سنتين ونصف تقريبا من الصبر والتركيز والغلط والتعلم يوميا، وإحباطات كتير جدا على الطريق».
بدون مقدمات
وأمام ثقة الكثير من الرياضيين وأبطال مصر بالألعاب الفردية، وجد خريج كلية الصيدلة نفسه بدون مقدمات يعمل مع أحد لاعبي المنتخب ي الأول للكاراتيه بشكل خاص.
وبعدما حقق معه نتائج مرضية وجيدة ساهم ذلك في بداية عمله مع معظم لاعبي المنتخب ي بشكل خاص، حسبما يشير دكتور التغذية، مضيفا: «ربنا كرم وكانت النتائج عظيمة جدا مع لاعبيه خلال البطولات المؤهلة للأولمبياد».
وتلك النتائج كانت العامل الأساسي في ترشيحه للعمل مع المنتخب المصري للكاراتيه، كاشفا أنه كان المسؤول عن برامج تغذية البطلة جيانا فاروق، صاحبة برونزية الكاراتيه بوزنها، والبطلة فريال أشرف صاحبة ذهبية الكاراتيه بوزنها، بالإضافة إلى بطل المصارعة محمد إبراهيم كيشو، صاحب برونزية المصارعة بوزنه.
طبيعة العمل
يشرح «إسماعيل» طبيعة عمله مع أبطال مصر الأولمبيين، موضحا أن العمل مع اللاعبين الرياضيين بشكل عام يحمل أهدافا كثيرة بخلاف المحافظة على الوزن السليم لكل بطل رياضي طوال الوقت حتى لا يستبعد من المنافسات الخاصة بوزنه، وكذلك المحافظة على النسبة السليمة للدهون والعضلات التي يجب أن يحتوي عليها جسد اللاعب أو اللاعبة بما يضمن تقديمه لأفضل أداء دائما، بل يعمل أيضا بشكل مستمر على إعداد الرياضي أو الرياضية بالشكل الذي يمنع عنهم أي مشاكل أو أعراض صحية قد تواجههم خلال التمرين أو المباريات مثل «الدوخة» والطاقة التي يفقدها الرياضي بسرعة وغيرها من أعراض أخرى.
ويلفت إلى أنه كل تلك الأعراض والمشاكل، التغذية السليمة، لها دور كبير جدا في حلها وتقليل نسبة حدوثها، مشيرا إلى أن تخلص أي رياضي من تلك المشاكل ركن رئيسي في عملية تطوير أداء أي رياضي، وبالأخص المحترفين منهم الذين ينافسون على بطولات كبرى.
ويكشف «مصطفى»، في نهاية حديثه مع «» عن حلمه خلال الفترة القادمة، قائلا: «بحلم بتغيير وتطوير ثقافة التغذية الرياضية على مدار خمس سنين بإذن الله في الوسط الرياضي المصري».