لافتة موضوعة أعلى مكتب محاماة، تبشر بالخير الذي يملأ قلوب كثير من الناس في كل زمان ومكان، مكتوب عليها «مصطفى العوام، ماجستير في القانون، المكتب يقبل القضايا لغير القادرين مجانًا»، في لفتة تدل على أن أفعال الخير موجودة ما دام الزمان قائم، وأهل الخير لا ينقطعون ما دامت أرواحهم تدب في أجسادهم.
مصطفى العوام 28 عاما، يعمل محاميًا في مكتب خاص به، منذ أن تخرج في كلية الحقوق، وفي أثناء ذلك تعرض لمحنة حولته إلى منحة للفقراء والمحتاجين، فعزم أن يقضي مختلف الخدمات التي تخص عمله بشكل مجاني لغير القادرين على تحمل تكاليفها.
تعرض «مصطفى» للمرض
تعرض «العوام» لمرض ضرس العقل المدفون، فأصابه بعدم القدرة على التكلم، وواجه صعوبة في الخروج من البيت أو الذهاب إلى العمل، «قعدت 3 شهور مش قادر أتكلم وحتى الابتسامة اللي الناس تعرفني بيها مكنتش قادر أعملها»، حسب ما روى لـ«»، وفي أثناء تعرضه لهذا المرض، فكر في أن يخرج صدقة يساعد بها الناس لعل الله يخفف عنه آلامه، لكن المرض قد استنفذ أمواله، في إجراء العمليات الجراحية، فلم يجد سوى مهنته التي يجيدها ففكر في التصدق بجزء منها.
قصة اللافتة
بعد أن استقر ابن محافظة الفيوم على هذا الرأي وهو أن يجعل صدقته من مهنته، لم يجد سبيلًا يخبر به الناس عن عزمه هذا إلا أن يضع لافتة أعلى مكتبه تفيد بذلك، «حطيت اللافتة من حوالي 3 سنين، وبعدها ربنا شفاني الحمد لله»، بدأ العملاء يأتون إليه فينظر في أحوالهم فإن وجد منهم معدمًا رفض أخذ أموالا منه، «الناس بتتحرج تقولي إن معهمش فلوس، لكن الشخص بيبان من هيأته والمنطقة اللي ساكن فيها، فبسأل على حاله، في إن كان معدم مأخدش منه فلوس».