صبي في الصف الأول الإعدادي يقدم المشروبات و«الشيشة» للزبائن داخل «قهوة بلدي» يمتلكها والده، اعتاد العمل لمدة 14 ساعة يوميًا، ليُحرم من حياة الطفل الطبيعية التي يعيشها أقرانه، تخبّط في الحياة بين الدراسة والعمل حتى أصبح مصطفى الشهير بـ«الريكروتر» مديرًا للموارد البشرية، ويدرس أكبر الشهادات المعتمدة دوليًا في مجال الـHR.
مصطفى حسين علي، 28 عامًا، تخرج في كلية الحقوق جامعة حلوان، يروي لـ«» أنه انطلق في سوق العمل منذ الصف الأول الإعدادي يساعد والده في مشروع المقهى، ومن ثم مساعدته في مشروع طباعة صغير في البيت حين وصل إلى الصف الثاني الإعدادي: «كنت دايمًا متفوق في الدراسة وبطلع من الأوائل على المدرسة على الرغم إني كنت بشتغل وأنا بدرس».
أزمة مصطفى في الثانوية العامة
مجالات وأماكن عدة احتضنت «مصطفى» حتى وصل إلى الثانوية العامة والتحق بقسم «علمي رياضة» أملًا في الالتحاق بكلية الهندسة نظرًا لتفوقه الدراسي، إلا أنّه تعرض في أثناء أداء الامتحانات إلى ارتطام رأسه ما جعله يفقد توازنه: «يوم امتحان الجبر وحساب المثلثات اتخبطت جامد في دماغي معرفتش أحلّ اليوم ده ولا أحل كويس في باقي الامتحانات وده أثر عليا نفسيًا جدًا» بحسب «مصطفى» الذي أوضح أنّه حصل على نتيجة 88% حصيلة الصفين الثاني والثالث الثانوي، والتحق بعدها بكلية الحقوق وتخرج فيها بتقدير جيد جدًا.
لم يكن الطريق سهلًا أمام الشاب العشريني، فمع بداية الدراسة في كلية الحقوق كان يدير مشروعًا صغيرًا للطباعة على المجّات والتيشرتات، وبعد التخرج حصل على دبلومة في القانون العامة كي يلتحق بالعمل في النيابة إلا أنّ الحظ لم يحالفه، فقرر أن يسير في اتجاه المحاماة لكنه تركها بعد حوالي شهر: «سبت المحاماة عشان محسيتش إني بعرف أعملها ومحبتش أضيع وقت على الفاضي».
كأي شاب في عمره، بدأ «مصطفى» في البحث عن أي وظيفة يتقاضى منها أجرًا بعد أن ترك مجال المحاماة، فالتحق للعمل بإحدى شركات الـ«كول سنتر»، حتى أخبره زملاء العمل بأنّه يمتلك المقومات التي تؤهله للعمل في الموارد البشرية: «وقتها ابتديت أقدم وأروح مقابلات ومكنتش أعرف إني هتقبل فيها بس كنت بروح علشان أعرف الأسئلة وأعرف الصح لحد ما عرفت معلومات عن المجال، وذاكرت واشتغلت على نفسي، لحد ما اتقدمت في الشركة واتقبلت في وظيفة الـHR واترقيت».
مصطفى يمتلك شركة توظيف للشباب دون مقابل
تدّرج «مصطفى» في مجال الموارد البشرية حتى امتلك شركة توظيف للشباب دون أي مقابل، كما شارك في العديد من المبادرات والإيفينتات والڨيديوهات التي تساعد الشباب في الحصول على وظيفة، كما نشر العديد من الوظائف لتأهيل الشباب لسوق العمل بالتعاون المباشر مع وزارة القوى العاملة والتي تقدم وظائف شهرية للشباب في شركات القطاع الخاص.
ويطمح مصطفى حسين في المستقبل أن يستطيع الوصول إلى أكبر عدد من الشباب الباحثين عن فرص العمل، وتوظيفهم في الشركات التي توفر فرص عمل شاغرة من خلال شركته الخاصة بالتوظيف: «بحلم إنّ الشركة دي تكبر وتوصل لأكبر عدد من الناس اللي مش لاقية فرصة أو مش عارفة توظّف إمكانياتهم وأوفرلهم وظايف كويسة في وقت قصير».