مصطفى الدمرداش.. رسام ومرشد سياحي سابق
بفرشته الصغيرة يظل لساعات طويلة يرسم على جدران وأسقف المساجد، حتى يجعلها في النهاية تحفة فنية تليق بحضارة مصر الإسلامية العريقة، أملا أن يساعد عمله ذلك في أن تكون المساجد دائما بأبهي صورة وأفضل طلة ممكنة.
الحديث هنا عن مصطفى محمد حسن الشهير بـ «مصطفى الدمرداش»، الذي يبلغ من العمر 32 عاما ويعمل حاليا كفنان رسام بعد سنوات طويلة من عمله كمرشد سياحي، نشأ ويعيش بقرية «البحاروة» بالكرنك بمحافظة الأقصر، وتخصص في دراسته بأكثر من مجال، حيث بدأ بالسياحة والفنادق ومن ثم أكمل دراسته بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم الآثار والتاريخ، ثم درس بعد ذلك الفنون الجميلة.
«مصطفى» من مرشد سياحي إلى رسام: جاي من أقدم مكان عرف الحضارة
ويقول «مصطفى»، في حديثه مع «»، إنه بعد عمله لسنوات كمرشد سياحي بعد استخراجه وثائق مزاولة تلك المهنة واعتماده من قبل وزارة السياحة، شعر أن هذا العمل لا يناسبه ولا يرضي شغفه فدرس الفنون الجميلة، ومن حينها ويعمل رساما إلى جانب عدد من النشاطات المدنية الخاصة بجمعيات العمل المدني والتي يحاول من خلالها أن يساعد في تعليم الفتيات اليتيمات احتراف مهنة ذات طابع فني يستطعن أن يتخذها.
ويبرر «مصطفى» اتجاهه إلى دراسة الفنون وتركه للإرشاد السياحي، بنشأته بقرية «البحاروة» التي يصفها بأنها أقدم مكان على الأرض عرف الحضارة والفنون، موضحا أنها إحدى قرى الكرنك وجميع سكان تلك القرية يعيشون حول المعبد: «ده خلاني اتعلق بالفنون أكتر وأكتر، لأني بشوفها دايما في وشي وعايش حواليها».
«مصطفى»: كل بيت محتاج رسمة
وبعد دراسة الشاب الصعيدي للفنون الجميلة، بدأ يدرك أهمية أن تضم كل بيت ومنزل من بيوت الكرنك على رسمة أو عمل فني، لأنه يرى أن ذلك أمر ضروري للمساعدة في تكوين إنسان سوي لهذا المجتمع.
ويضيف «مصطفى»: «عشان كدا كنت مقرر من الأول أن نص شغلي هيكون للرسم في الشقق والبيوت الصغيرة والعرسان الجداد، والنص التاني في المساجد»، موضحا أنه كان يشعر بخيبة أمل كبيرة حينما يرى أي مسجد جديد يتم إنشاؤه دون الاهتمام بشكله الفني أو أن يعبر عن حضارة مصر الإسلامية العريقة.
يحاول «مصطفى» أن يضع بصمة على المساجد تعبر عن هويتنا الحضارية
وهو ما جعل الرسام يقدم على خطوة عرض خدماته على المسؤولين عن أي مسجد يتم إنشاؤه ليضع عليه بصمه تجعله يعبر عن هوية حضارتنا الإسلامية العريقة: «بقيت بسأل دايما لو حد يعرف جامع بيتبني جديد يقولي، وكنت اروح أعرض خدمات فنية واستشارات ديكورية من غير حاجة بس حابب الشكل يطلع قوي».
ومع مرور الوقت حقق الرسام الصعيدي شهرة كبيرة بهذا المجال، وأصبح معروفا بشكل كبير لدى الكثير من المهندسين ومسؤولي وزارة الأوقاف، كاشفا: «بقيت بطلب بالاسم».
أحلام مصطفى تستهدف نشر السلام والمحبة
ويحلم الرسام بالكثير من الأحلام، في مقدمتها إنشاء جاليري يضم المواهب الحقيقية، ومن خلال هذا الجاليري يعمل على خطة لنشر الفنون وتغير ذوق الناس بالإضافة إلى توعيتهم وتثقفيهم بما هو مهم وضروري لحياة قويمة وطبيعة.
كما يكشف في نهاية حديثه مع «»: «كمان نفسي أكمل الماجستير والدكتوراة، ونفسي أعمل دراسة تساعد الناس في الوصول النفسي لما يدخلوا المسجد عن طريق اللون والخط المرسوم مش بس مجرد زخارف وخلاص، تكون حاجة بتنقل روحانية العبادة، كمان بحلم أنفذ أيقونة سلام تحمل الطابع الإسلامي تكون في كل بيت في الدنيا، وتوصل رسالة خير ومحبة من المسلمين لكل أهل الأرض، لأن الفن قادر على صناعة السلام».