| «مصطفى» مُسن يعول حفيدتيه من بيع التسالي في الشارع: ملهمش حد غيري

مسؤولية كبيرة تحملها الرجل السبعيني «مصطفى»، بعد طلاق ابنته، إذ وجد نفسه مسؤولًا عن التكفل برعاية حفيدتيه «ملك» و«حبيبة»، طالبتين بالمرحلة الإعدادية، ما جعله يخرج من منزله رغم تهاون صحته يوميًا إلى الشارع يدفع أمامه عربته الحديدية الصغيرة التي تحمل فوقها عدة أنواع من التسالي كاللب والفول السوداني.

بجلباب بسيط وعمة تشير إلى عن جذوره الصعيدية، يجلس مصطفى سيد، 77 سنة، على جانب أحد شوارع حي المهندسين محافظة الجيزة، خلف عربة تسالي، وحكى لـ«»، أنه يحمل على كتفيه مسؤولية إعالة حفيدتيه من ابنته المُطلقة، إذ تركهما والدهما دون نفقة، لافتًا إلى أنه بعد ذلك زوَّج ابنته لابن شقيقه وبقيت حفيدتيه معه، وهما «ملك» 15 سنة، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، و«حبيبة» 13 سنة، بالصف الأول الإعدادي.

معاناة «مصطفى» في بيع التسالي 

«باخدهم معايا في أي مكان أروحه.. ماينفعش أسيبهم لوحدهم أخاف عليهم، وهما ملهمش حد غيري».. قالها «مصطفى»، الذي يعيش في محافظة الجيزة بينما تعود جذوره إلى محافظة أسيوط، موضحًا أنه يخرج بعربته إلى الشارع بدءًا من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة ليلًا، مُضيفًا أنه يعاني من مشاكل كثيرة في ساقيه تجعله يجد صعوبة كبيرة في دفع العربة أمامه، كما لفت إلى أنه لا يجد سبيلًا آخر يعول به أسرته الصغيرة المكونة من زوجتين بالإضافة إلى حفيدتيه.

مهارة كبيرة في البيع رغم تهاون صحته

بيع التسالي هي مهنة «مصطفى» منذ نشأته، إذ عَمل أولًا مع عمه على عربة خشبية كبيرة، لكنه حدث بينهما خلاف انتهى لأن ينفرد بعربة حديدية صغيرة منذ أكثر من 30 عامًا، وهو ما جعله رغم كِبر سنه وتهاون صحته، يتعامل بمهارة كبيرة في تعبئة التسالي في الأكياس الورقية وتقديمها للزبائن: «باخد معاش 800 جنيه في الشهر بديهم لمراتي التانية اللي مش عايشة معايا»، مُضيفًا أنه يعتمد على بيع التسالي في التكفل برعاية باقي أفراد أسرته.