بينما هو جالس مع أصدقائه بالجامعة في السنة النهائية لدراسته، رأى طالب يُلقي بالورق على الأرض، فاختمرت في ذهنه فكرة زراعة الورق في الأرض وتحويله إلى أشجار، وذلك في محاولة للحفاظ على البيئة، فضلا عن وجود بعد اقتصادي يتمثل في تحويله إلى أشجار والتي يتم تصنيع الورق منها في الأساس.
لم تأت هذه الفكرة لذهن مصطفى عرفة صاحب الـ26 عامًا، خريج كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية عبثًا، ولكن انطلاقا من موهبته في صناعة المجسمات عن طريق إعادة تدوير الأشياء، وحرصه على تنمية وتطوير ذاته؛ فبات حريصا كل الحرص على جمع الأشياء الصغيرة وإعادة تدويرها دون الالتفات إلى كلمات البعض المحبطة.
وخلال دراسة الشاب العشريني لمادة «composite materials»، والتي تعتمد على دراسة مكون المادة وخصائصها، كما أكد لـ«»، لاحظ أنه من الصعب جدا تنفيذ هذه الفكرة، قائلا: «قولت لنفسي إن الورق معمول من الخشب في الأصل، طب ما نرجع الورق لأصله اللي هو الخشب تاني بما أنها نفس المادة».
تصنيع الخشب من الورق
وكان منزل مصطفى مكانا مناسبا للابتكار واستخدام مواد الطبيعة للصناعة، فكل الموجدين به مهتمون بقضايا البيئة وفكرة إعادة التدوير ما جعله دافعًا قويًا لتنفيذ الفكرة، وأوضح مصطفى: «أختي الكبيرة بتعمل لوحات فنية ببذر المانجا، وبتستخدم عجينة الورق بدل الصلصال عشان الأطفال».
وبالفعل بدأ «مصطفى» مشروع تحويل الورق لخشب بأقل الإمكانيات والموارد فكان يعتمد على ورق المذاكرة المستهلك الخاص بأشقائه، وبالمصادفة البحتة شارك بفكرته في جهة تدعى «Greenish» تابعة لوزارة التنمية المحلية.
وتلقى الشاب العشريني الكثير من التشجيع من خلال مشاركته بـ«سكيل صغير» استطاع من خلاله تحقيق الفوز، كما حققه في العديد من المسابقات منها مسابقتي «توشيبا العربي» و«Greenish clubs».
عدم وجود دعم مادي للمشروع
وعن الصعوبات التي تواجهه، أشار إلى أنها تتمثل في عدم وجود دعم مادي للمشروع، فضلا عن صعوبة التصنيع اليدوي خاصة أنه يحتاج إلى مواد كيميائية وأدوات معينة لتطوير أسلوبه في إعادة التدوير.
وعن أمنياته، يطمح مصطفى إلى فتح شركة خاصة به لصناعة الأثاث والمنتجات صديقة للبيئة بأسعار منخفضة وبشكل مميز.