رغم صِغر سنه، إلا أنه لم يرد أن يُلقي بالمسؤولية كاملة على والدته بل راح يحملها معها، «مصعب»، في العقد الثاني من عمره، أحد أبناء مدينة أسوان، يحاول قدر إمكانه أن يوازي بين عمله في المِعمار ودراسته، مُحاولًا التكفُل بمصاريف دروسه ودروس أخيه الأصغر.
مصعب رمضان، 15 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي، يعيش في أحد شوارع السيل الريفي بحافظة أسوان، يحكي في حديثه لـ«»، أن والده توفي منذ نحو 12 عامًا، ليترك والدته تتحمل عناء إعالته وشقيقه بمفردها وأنها تعمل في عيادة بيطرية، وتُحاول بكل الطرق توفير حياة كريمة لهما ومساعدتهما على استكمال تعليمهما.
تقسيم أيام الأسبوع بين الدراسة والعمل
في ظل رؤية «مصعب» للمجهود الذي تبذله والدته لتوفير مصاريفهما الدراسية والمعيشية المختلفة، قرر أن يعمل في مهنة المعمار رفقة خاله المقاوِل، ولم يكن عمله في الإجازة فقط، وإنما خلال الدراسة أيضًا على أن تكون أيام أسبوعه مقسمةٌ بين الدراسة والعمل: «بشتغل 3 أيام في الأسبوع وبروح المدرسة 3 أيام»، هكذا قال «مصعب»، وأن والدته تحصل على معاش شهري، لكنه لا يكفي مصاريفهم المعيشية.
كلية الطب حلم «مصعب»
ساعات طويلة يتكبد خلالها «مصعب» مشاق عمله؛ إذ يبدأ من الـ 7 صباحًا وحتى ما بعد الغروب، يعود بعدها إلى منزله حيث يحصل على «دُشًا» باردًا ومن ثم يتوجه إلى أخذ دروسه: «كل يوم باخد درس وبرجع أجمَّعهم وأذاكرهم في الـ 3 أيام بتوع الدراسة»، بحسب «مصعب»، وأنه متفوقًا في دراسته ويحلم بدخول كلية الطب ودراسة التشريح.
«مصعب»: بحاول أساعد في مصاريف دروسي ودروس أخويا
بالرغم من الأجر الضئيل الذي يحصل عليه «مصعب» وهو 50 جنيهًا يوميًا، إلا أنه لم يتوان عنه يومًا ولم يمل: «بحاول أساعد في مصاريف دروسي ودروس أخويا»، وأن أخيه معاذ رمضان، 14 سنة، طالبًا بالصف الثالث الإعدادي، وقد حاول العمل هو أيضًا إلا أن «مصعب» ووالدته رفضا؛ خوفًا أن يؤثر العمل على تحصيله الدراسي: «عايزينه يجيب مجموع علشان يدخل ثانوي عام».